أعادت انطلاقة بطولة كأس القارات في روسيا مطلع هذا الأسبوع إلى الواجهة مهاجم المنتخب السعودي السابق مرزوق العتيبي، وتناقلت وسائل إعلام دولية مهتمة بكرة القدم تفاصيل حضوره المبهر في النسخة الرابعة في المكسيك قبل 18 عاما من الآن، ومن ضمنها موقع «فيفا» الرسمي الذي نشر تقريرا خاصا تحدث خلاله العتيبي عن ذكرياته التهديفية في تلك البطولة وعن مستقبل كرة القدم السعودية وحظوظ منتخبها في العودة إلى الواجهة العالمية عبر مونديال روسيا 2018.
نقطة تحول
حينما استدعي مرزوق العتيبي للانضمام لقائمة المنتخب السعودي في صيف 1999 لم يكن في مخيلته أنه في طريقه لكتابة التاريخ بتسجيله 6 أهداف وضعته على قدم المساواة مع أسطورتين كرويتين هما البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي بلانكو، وقادت منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس القارات في المكسيك 1999، فصاحب الـ22 ربيعا بدأ يخطو خطواته الاحترافية للتو في عالم كرة القدم مع فريقه الشباب عندما اختاره المدرب التشيكي ميلان ماتشالا لتشكيلة «الأخضر» بيد أن العتيبي وقبل أسبوعين فقط من انطلاقة نسخة القارات الرابعة كان قد خاض مباراته الدولية الأولى بقميص بلاده، وكشف العتيبي لموقع «فيفا» أن مشاركته في كأس القارات كانت نقطة تحول في حياته «البطولة حولتني من لاعب كرة قدم مغمور إلى آخر تردد اسمه عالميا ساعد في دفع كرة القدم السعودية إلى مواقع متقدمة من خلال تحقيق منجزين رئيسيين ما منحني الكثير من الفخر»، مضيفا «أردت الذهاب إلى أقصى مدى وإنجاز شيء أكبر، طموحي كان النجاح أولا على مستوى النادي ثم البروز مع المنتخب الوطني، وهذا حفزني لأقدم أفضل ما لدي في المكسيك».
تفاؤل وثقة
بالنسبة للعتيبي تمثل عزاء الخسارة بفوزه بالحذاء البرونزي كثالث هدافي البطولة بعد رونالدينيو وبلانكو وأيضا نيله الكرة البرونزية كثالث أفضل لاعب بعد الثنائي نفسه، بيد أنه لم يضمن مكانه ضمن التشكيلة السعودية في مونديالي 2002 في كوريا واليابان أو 2006 في ألمانيا، وعن ذلك قال «المشاركة في نهائيات كأس العالم حلم كل لاعب ولكن الله عوضني عن ذلك بتوفيقي وأصبحت اسما عالميا من خلال تحقيقي إنجازين شخصيين كبيرين في كأس القارات فخور بهما كمنجزات هامة للكرة السعودية»، وفي وقت مثلت المسيرة إلى نصف نهائي 1999 آخر حضور سعودي في كأس القارات، بينما كانت ألمانيا 2006 أيضا التأهل الأخير للمنتخب السعودي لمحفل عالمي لكن العتيبي يأمل أن ينجح الجيل الجديد من اللاعبين السعوديين في تغيير ذلك، خاصة أن الصقور الخضر حاليا يزاحمون على قمة مجموعتهم للتأهل لمونديال 2018، قائلا «يملك المنتخب السعودي فرصة جيدة للوصول إلى هناك»، مضيفا «الأوضاع الحالية للفريق تؤكد قدرته على فعلها بالتواجد في روسيا، ومع بقاء مباريات قليلة لدينا آمال وثقة كبيرة بأننا سنعود إلى الواجهة العالمية».
بكاء فرح
كانت البداية الافتتاحية مخيبة للسعوديين أمام المستضيف المكسيك بالخسارة 5/1 تلاها تعادل سلبي مع بوليفيا، إلا أن العتيبي اختار المباراة الأخيرة ضد مصر ليستهل أداءه المذهل بتسجيل 4 أهداف صاعقة في شباك عصام الحضري أسهمت في انتصار أبطال آسيا 1996، وضعتهم في مواجهة نصف نهائي أمام منتخب برازيلي استثنائي حصد قبلها بأسابيع قليلة لقب «كوبا أميركا» وتضمنت تشكيلته أسماء كبيرة كالنجم رونالدينيو والحارس العملاق ديدا، ويتذكر العتيبي بوضوح مواجهة ملعب «خاليسكو» بمدينة جوادالاخارا وانتهت 2/8 لعمالقة أميركا الجنوبية، موضحا «انتهى بنا المطاف بهزيمة ثقيلة، ولكني سجلت مرتين بعد هدفيهم الأولين»، مضيفا «لا أستطيع أن أصف كيف شعرت حينها عندما عادلت النتيجة 2/2 الوصول إلى شباك فريق كبير مثل البرازيل كان أمرا لا يمكن تصوره، كنت سعيدا للغاية بهدفي الثاني ولم أكن أدرك ما كنت أفعله، أردت الركض باتجاه مقاعد البدلاء والقيام بحركة أو أخرى أكروباتية ولكن كل ما أتذكره حينها أنني كنت على الأرض أبكي فرحا وكل زملائي في الفريق قفزوا فوقي».
01- أهداف العتيبي الـ6 في كأس القارات 1999 تمثل نصف إجمالي أهدافه التي أحرزها مع الأخضر في 23 مباراة
02- فاز اللاعب بجائزتي الحذاء البرونزي والكرة البرونزية في البطولة خلف البرازيلي رونالدينو والمكسيكي بلانكو
03- بعد كأس القارات 1999 انتقل العتيبي من فريقه الشباب إلى الاتحاد في صفقة قياسية حينها
04- لعب مرزوق في مسيرته أيضا موسما واحدا لكل من النصر والوحدة والوطني قبل أن يتوقف مطلع العقد الحالي