بينما أظهرت إحصائية للجمارك السعودية ارتفاع حجم استيراد الشعير في أشهر رجب وشعبان ورمضان، حيث بلغ حجم الاستيراد 145 ألف طن بتكلفة تقدر بـ997 مليون ريال، أوضح مدير الشركة المشغلة لتعبئة الشعير المتعاقدة مع المؤسسة العامة للحبوب، سعود الحارثي لـ«الوطن»، أن التوجيهات السامية بإسناد استيراد الشعير إلى «المؤسسة العامة للحبوب» وتولي وزارة المالية دفع التكاليف، أسهم في توفيره ومنع الاحتكار من المؤسسات والشركات والتجار الذين كانوا يتعمدون تعطيش السوق خلال فترات المواسم، مشيرا إلى أن المملكة تستورد ما يقارب من 8 ملايين طن من الشعير سنويا، وتشرف المؤسسة العامة للحبوب على الفرز والتعبئة والتوزيع لكافة المصانع المنتشرة في مدن المملكة.
توفير الشعير
قال الحارثي إن إسناد استيراد الشعير للمؤسسة أدى إلى السيطرة على ارتفاع أسعار بيعه، حيث استقر سعر بيع كيس الشعير وزن 50 كيلو عند سعر 36 ريالا للكيلو الواحد، حيث تتحمل الدولة تكلفة قيمة استيراده بنسبة تقدر بـ 50%، ويبلغ حجم استيراد الكيس الواحد من الشعير 72 ريالا.
وأشار الحارثي إلى أن الشعير يعتبر من المحاصيل الزراعية الرئيسية في تربية المواشي، وتستورد المملكة الشعير من عدد من الدول الأجنبية وبلدان العالم، وأهمها كندا والولايات المتحدة والصين وأستراليا وألمانيا، وينخفض استيراده من الدول العربية، وينحصر استخدام الشعير في تغذية الحيوانات كأعلاف، ويدخل في تغذيتها بعد خلط نسبة قليلة من العناصر ومخلفات المصانع والخضروات، وتحتوي حبوب الشعير على بروتينات ونشويات، ويقدم للمواشي كغذاء يومي على عدة أشكال منها كحبوب كاملة لتغذية الأغنام والحيوانات المعدة للذبح في موسم الحج.
زيادة الاستهلاك
أكد مربي المواشي تركي القرشي ارتفاع استهلاك الشعير خلال المواسم وأفراح الزواج، ويزداد في مواسم رمضان والعمرة والحج، وبرر السبب بكثرة استخدام اللحوم في الوجبات الرئيسية كالذبائح في الأفراح والأضاحي، وأشار إلى أن الشعير من أهم المواد الغذائية التي يعتمد عليها مربو الحيوانات، وأن توفر المخزون وثبات سعر الكيس الواحد عند 36 - 40 ريالا، هي الفرصة للتجار ومربي المواشي بشكل يضمن استمرار الربحية.
وتعتمد كافة المزارع على شراء الشعير لكونه العنصر الرئيسي الذي يدخل في غذاء الحيوانات، ويستخدم الشعير كحبوب أو مجروش، وتتغذى الأبقار والأغنام بالمزارع على الشعير بنسبة تصل إلى 90%، ويلزم تقديمه كوجبة للحيوان أن تخلط معه عدة مكونات من الأعلاف، بنسبة تقارب 10% من المكونات الغذائية الجافة والخضراء كالبرسيم ومخلفات المصانع، ويقدم الشعير بعدة أشكال، منها كعلف أو دريس، ويقدر حجم ما يستهلكه التيس الواحد في اليوم بحوالي 700 جرام إلى كيلو، وترتفع نسبة تقديمه كغذاء للأبقار، حيث تستهلك البقرة الواحد من كيلو إلى كيلو ونصف الكيلو يوميا.