منذ بداية الأزمة الناشبة بين دول الخليج وقطر، تابع كثير من السعوديين حسابات عدد من الدعاة على مواقع التواصل، خاصة تويتر، مطالبين الدعاة بإعلان مواقفهم بعد صمت استمر طيلة الفترة الماضية في حين كانت حساباتهم تصدح بآرائهم أيام الثورة المصرية ومحاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا.

وكشف رصد الناس من خلال تغريداتهم ارتباكا في صفوف دعاة سعوديين تحفظوا طويلا عن إبداء الرأي فيما يخص الأزمة الخليجية، لتغرد أسماء في وقت واحد بعد ضغط شعبي عليهم لترويجهم في وقت سابق لجمعيات ومؤسسات قطرية جاءت ضمن الكيانات الداعمة للإرهاب.



اللعب على الحبلين

استبعد الإعلامي والكاتب الصحفي سلمان الدوسري في تصريحات إلى «الوطن» أن يكون السعوديون قد تفاجؤوا بموقف «بنو لكن»، معتبرا مواقفهم واضحة، وتوجهاتهم مكشوفة، ودفاعهم عن التوجه القطري منذ سنين طويلة لا يخفى على أحد، وأن الحقيقة الوحيدة تتمثل بأنهم تأخروا في اللعب على الحبلين وبمهارة عالية، مضيفا «مهما سعوا لمسك العصا من المنتصف فلن يجدي ذلك،فقد خسروا القلة القليلة الباقية من احترام الشارع السعودي».


العريفي يغرد بعد صمت مضى عليه 23 يوما

منذ أزمة دول مجلس التعاون الخليجي مع شقيقتهم قطر، غرد الداعية محمد العريفي يوم 16/ 6/ 2017 عند الساعة الـ3:58 صباحا، قائلا: «أقول لإخوتي وأبنائي لا حياد ضد من يكيد للمملكة التي شرفها الله بمهبط الوحي وقبلة المسلمين والجهاد بالكلمة دفاعا عن وطننا في المرحلة واجب».

وأضاف: «أدعو الإخوة بقيادة قطر لانتهاج سياسة صادقة بتعاملها مع السعودية وكافة الدول، وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية».


تغريدات جاءت بعد ضغوط

ويرى مراقبون أن بعض التغريدات جاءت بعد الضغط الشعبي عليهم لسببين الأول كون بعض الأسماء يشتبه في تورطها في دعم كيانات قطرية صنفها البيان المشترك بأنها إرهابية، وانتشرت لهم مقاطع فيديو وهم يروجون لها، والسبب الثاني: تحرير موقفهم منها الآن بعد إعلانها منظمات إرهابية في حال لم يكونوا يعلمون بها، والبعض يطالب الدعاة بمثل ما طالبوا به الإعلاميين مثل العريفي الذي هاجم الإعلاميين قائلا: «أين كتاباتكم عن هموم الوطن إذا كنتم صادقين فعلا بأنكم تدافعون عنه.. أين أنتم من هموم الأمة».





استقطاب مؤسسة عيد للدعاة

في 24/ 6/ 2015 استقطبت مؤسسة عيد الخيرية المصنفة ضمن الكيانات الإرهابية في البيان الخليجي المصري المشترك الداعية محمد العريفي لإلقاء محاضرة بعنوان «إني صائم» بمهرجان نسائم الخير، وهنأها بالمقر الجديد لها، مشيدا بجهود المؤسسة في العمل الخيري.


دعوة للتبرع لجمعية قطر

وظهر العريفي في فيديو يحمل اسم جمعية قطر الخيرية ونشرته على حسابها، مطالبا فيه بجمع التبرعات عن طريق الجمعية، كما ألقى الداعية عائض القرني في 29/ 6/ 2015 محاضرة في مؤسسة عيد الخيرية ضمن فعاليات نسائم الخير، وفي نفس المناسبة كرمت المؤسسة الداعية سلمان العودة.

أما في 24/ 1/ 2017 كان الداعية ناصر العمر ضيف شرف المؤسسة في حفل حصاد عيد الخيرية 2016، ملقيا بهذه المناسبة كلمة في مقر المؤسسة.


العودة يطلب التبرعات

ناشد الداعية سلمان العودة في إعلان خيري لجمعية قطر لجمع التبرعات لصالح الشعب السوري، قائلا في الفيديو الذي نشرته الجمعية: «قطر الخيرية هي واحدة من تلك العناوين الجميلة المعطاءة الباذلة التي تقوم بدور الوسيط بين المحسنين والداعمين وبين المحتاجين والمستفيدين».


عائض القرني يروج

لمؤسسة راف

وعلى نفس المنهج، استقطبت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» الداعية عائض القرني ليعلن عن جمع التبرعات لصالحها، وقال في فيديو نشرته: «تدعوكم مؤسسة راف في مشروع تبيان لطباعة مليون مصحف في خمس قارات لخمس لغات في خمسين دولة، فتقدموا إلى الخير بارك الله فيكم».

3 دعاة صامتون

الداعية ناصر العمر وعوض القرني وسلمان العودة لم يظهر أي منهم موقفه، ملتزمين بالصمت حتى اللحظة، ليكتفي الأخير بالتغريد بفيديوهات وهو يلاعب أطفاله بعد أن كان مندفعا إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا مع غيره من الدعاة المذكورين آنفا ليقول في تغريدة له: «دعواتكم بحفظ تركيا من المكر العالمي والصهيوني ومن المتآمرين داخلها، لقد أصبح وجود تركيا القوية الآمنة النامية المحافظة على هويتها مقلقا للأعداء».


هجوم ناصر العمر على الإعلاميين

في وقت سابق هاجم ناصر العمر من أسماهم بالليبراليين والعلمانيين بالتزامن مع الهجوم المماثل من الداعية العريفي قائلا: «بعض الصحفيين والإعلاميين لم يكتبوا إلا 10 مقالات دفاعا عن وطنهم من الفتن، وبقيتهم انشغل بموضوع قيادة المرأة للسيارة مثل المنافقين الذين تكثر فتنهم في الأزمات».


الداعية عائض القرني

عائض القرني الذي تجاهل التحدث عن موضوع الأزمة مباشرة اكتفى بقوله: «ديننا ووطننا وقيادتنا وشعبنا خط أحمر لا يجوز المساومة عليه ولا التهاون فيه #إلا_السعودية». وذلك في يوم 16/ 6/ 2017 وعند الساعة 5:46 صباحا.

الكلباني وعدم التحدث

الداعية عادل الكلباني فضل عدم التحدث بشأن الأزمة، وغرد في تاريخ 7/ 6/ 2017 قائلا: «لا تطلب مني رأيا فيما ليس لي فيه رأي»، وقوبلت التغريدة بهجوم شديد من قبل رواد تويتر.

وكان للكلباني رأي لافت في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حيث غرد حينها قائلا: «فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك، وانقلبوا صاغرين #فشل_الانقلاب_في_تركيا». وغرد الكلباني في 18/ 12/ 2016 قائلا: «صغيرة الحجم قوية العزم، إنها قطر، في الخير كالمطر #اليوم_الوطني_القطري».



تساؤلات الشارع

أكد المحامي عبدالرحمن اللاحم في تصريحه إلى «الوطن» أن تساؤلات الشارع بشأن الصامتين تعتبر منطقية كونهم قبل سنوات كان لها دور ملموس في الحراك مع الثورات العربية، إضافة إلى حماسهم واندفاعهم نحو مناصرة تركيا في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها. ولفت اللاحم إلى أن الدعاة من التيار الإسلاموي لا يعترفون بمفردة الوطن، ويتبنون مقابلها مشروع الأممية من خلال نموذجها السياسي وهي الخلافة.وشدد اللاحم على أن الأزمات التي تواجه الأوطان وتهددها لا يكون فيها حياد، كما أن الصمت فيها خيانة، مبينا أن هؤلاء الصامتين أدلوا بدلوهم عندما تولى مرسي رئاسة مصر وعندما تعرضت تركيا لمحاولة انقلاب، والآن يعتبرون أن في الصمت حكمة.