قال لي بعض «الناصحين الطيبين!»، إن تكرار استشهادي بالمكالمتين التآمريتين الشهيرتين للحمدين (الكبير والصغير!) لا يصح الآن، فهما قديمتان كثيرا، ولعلهما هفوة أو كبوة غير مقصودة!، ومع وضوح المكالمتين والهدف التآمري منهما على المملكة، إلا أن قيادة المملكة قبلت الاعتذار من النظام القطري آنذاك، وبالتالي قلت لمن ينصحني: سمعا وطاعة!، لكن ما رأيك بدعم الحوثيين المثبت، والمشاركة في نفس الوقت في التحالف ضمن عاصفة الحزم والأمل!؟
وما رأيك في الشيكات التي انكشف بعضها والبعض في طريقها للكشف - كما أعتقد - المدفوعة (بالريال القطري الطاهر!) لعدد من رموز تنظيمي السروريين والإخوان المعروفين بالمملكة؟ هل هي صدقة أم ثمن لطلب!؟ ثم ما رأيك في الدعم القطري المعلن لتنظيم الإخوان وفروعه ومنتجاته من الإرهابيين في مصر وليبيا وسورية واليمن؟ هل هدفه إعادة الاستقرار وتعزيز الأمن في تلك الدول؟ أم أن لقطر هدفا آخر؟ وضد من تسعى لتحقيق هذا الهدف!؟ ثم ما رأيك - دام نصحك الطيب!- في الوثائق المسربة الموقعة من (حمد الصغير ومرسي رئيس الغفلة المصري!) عن اتفاق قطر مع (مرسي مصر!) المثبت رسميا لرغبة قطر وعزمها على الهيمنة الكاملة على الاقتصاد المصري بالاستيلاء على مفاصله الرئيسة بحجة الاستثمار!؟ وما رأيك في تصريحات المسؤولين والسياسيين الليبيين - صوتا وصورة وحبرا - عن الدور القطري - القذر - في ليبيا منذ ما قبل سقوط القذافي وحتى اليوم!؟، وما رأيك في ما أعلنته الإمارات منذ سنوات قريبة عن دور قطر المثبت بالوثائق في دعم تنظيم الإخوان في الدولة الساعي إلى إسقاط نظام الحكم فيها!؟، وما رأيك - يا رعاك الله - في التعهدات المتتالية المتكررة الموثقة لقيادة المملكة من قبل تميم وأبيه (الكذاب كما تم وصفه ممن يعرفه حق المعرفة من قيادات المملكة التاريخية) هل كانت بسبب تدخلات لزعزعة الاستقرار وخلخلة الأمن السعودي!؟ أم كانت تعهدات من القيادة القطرية بالانضباط والانتظام في شرب لبن المراعي - مثلا -!؟ ثم ما رأيك بضلوع النظام القطري المثبت بالوثائق في كارثة محاولة القذافي اغتيال الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ في مكة المكرمة!؟ ولن أطيل عليك - بورك في عقلك!-، لكن أخيرا ما رأيك فيما كشفته البحرين - منذ يومين - طازة!- عن تسجيل مكالمات حمد العطية مع الإرهابي الشيعي البحريني حسن سلطان، هل كانت تآمرا قطريا واضحا على مملكة البحرين!!؟ أم كانت طلبا لشحنة من أسماك الكنعد!؟ وما رأيك في ……وفِي ……إلخ، من تناقض قطر في دعم الفرق الإرهابية في معظم البلدان العربية وبعض الإسلامية، وفِي ذات الوقت دعم الفرق المضادة لها!؟
هل كان لها هدف لتنظيم ومنظمة (الحمدين!) من أجل وضع الفائز تحت أمرها ومالها!؟ أم كانت (المنظمة القطرية - وليس النظام القطري - بعد الآن!) تتسلى بأنهار الدماء والجثث، المتساقطة بأفضال دعمها غير المحدود!؟ ثم لماذا كل هذا الجهد والمال من هذه المنظمة (الحمدية القطرية!) في دعم الإرهاب في كل الجهات الأربع للسعودية، والتنسيق الدقيق والتعاون الأمني والاستخباري مع (تنظيم الولي الفقيه!) الإرهابي! والعدو الواضح للمملكة!؟ فبهت ناصحي - الكريم - ولم يجد جوابا مقنعا!.
الطريف أن أمثال هذا الناصح - الأمين الجهبذ!- كثيرون نسبيا، والمطبلون المداهنون لهم في مجالسهم أكثر، ومتميزون بالفجاجة!، وهؤلاء الناصحون المطالَبون بدمدمة الموضوع ولملمته، سعوديون من ( الأنتلجنسيا والتكنوقراطية المتقاعدة!)، وهذا الوصف للزميل الصديق عثمان الصيني، الذي قاله حين كنا نتناقش حول بعض كبار المسؤولين المتقاعدين المحسوبين على الثقافة ممن يرون مقاطعة قطر خطأ وخطرا، بحجة أن هناك عدوا متربصا ينتظر الفرصة للانقضاض على الجميع، والمملكة في مقدمة المستهدفين! وهؤلاء يعلمون أن النظام القطري مرتم في أحضان العدوين (الإسرائيلي والإيراني) من قبل المقاطعة بزمن طويل، وبعدها كما واضح الآن! فضلا عن أنها ذاتها تحت حماية القواعد الأميركية - إذا افترضنا أن أميركا لا يؤمن جانبها!- فأي عدو متربص بعد هؤلاء يخشى منه، والنظام القطري في أحضانه وتحت جناحه!؟
وبطبيعة الحال فإنه لا يمكن مطلقا التشكيك في وطنية هؤلاء (دعاة الدمدمة واستمرار حب الخشوم، وطي الصفحات على عفنها المستشري!- لا يمكن التشكيك في وطنيتهم أو ولائهم للقيادة والبلد، لكنهم يريدون العجلة أن تتوقف في مكانها الذي تعودوه عقودا، فلم يتعبوا في التفكير (أيام كونهم مسؤولين وربما مشاركين في صنع القرار! )، في البحث عن طريق آخر لدوران العجلة وتقدمها، ومواكبة إيقاع العصر الذي يتطلب السرعة والحسم الحازم، ولذلك كانت مفاجأة عاصفة الحزم صاعقة لثباتهم التفكيري، ثم جاءت مقاطعة قطر وكشف مؤامرتها للناس لتصدمهم بما لم يتوقعوه من جرأة وقوة وإصرار وسرعة، جعلت استيعاب الموضوع عليهم صعبا، فوجدوا أن (التربسة!) عند فهمهم القديم للسياسة الوفاقية، وبطء التحرك، هو الأكثر حكمة والأقل كلفة كما يزعمون!، ومازالوا يظنون أن ثباتهم هذا على الدعوة إلى الصبر على القذى غير المبرر، والجمود الضار بل القاتل في عالم اليوم، يظنونه الأفضل، والحقيقة أنه الأريح لعقولهم من التفكير المتعب، وأوقع في بث أهميتهم البائدة لزوارهم وجلسائهم، الذين يدقون الطار لكل (ملعبة!) حتى ولو لم يعرفوها ولم يفهموا اُسلوب رقص اَهلها، فمهمتهم التقاط اللحن والعزف له، وتسخين طيرانهم!، ليكون صوت قرعها يملأ أذن الراقص (المتقاعد! وناظم القصيدة المهتم بالوزن أكثر من المضمون واللغة!)، أعانهم الله، فمجالسهم ممتعة لمن يريد التسلية، والتعرف على أوهام الحكمة والنضج، وهي أوهام لها محسناتها البديعية التي تتجلى مع النحنحة! وحك الدقن والشارب! ونظرات العيون المتصنعة! وحركة اليدين المدوزنة!، والأنا التي لا نظير لحكمتها فوق البسيطة!. مادة روائية جاهزة يا عبده خال! الحق!