نجحت السويد في خفض معدل التدخين فيها إلى 5% فقط، وذلك باتباع فلسفة جديدة هي الحد من الضرر، وهو ما ساعدها على تحقيق أدنى معدلات وفيات الذكور لسرطان الرئة في أوروبا، وكذلك أقل معدلات وفيات الذكور من أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتدخين.


الحد من الضرر

ذكر تقرير نشره موقع businessinsider أن «معدل التدخين في السويد 5% فقط، فيما يبلغ أدنى معدل تدخين بعدها في الدنمارك بنسبة 15%، بينما يبلغ المعدل في الولايات المتحدة 15%، حيث تسعى مراكز مكافحة الأمراض والوقابة منها إلى خفض معدل التدخين فيها على مدى السنوات الثلاث المقبلة إلى 12%».

وأضاف أن «العالم لديه الكثير ليتعلمه من نجاح السويد في خفض معدل التدخين، وأكبر درس هو الحد من الضرر وليس المنع من الموت، والذي يمكن أن يحقق أكبر قفزة إلى الأمام في مجال الصحة، فالحد من الضرر فلسفة تعتمد على إعادة توجيه بعض الإدمان نحو سلوكيات أقل ضررا وغير قاتلة، ففي حالة التدخين دفعت هذه الفلسفة السويديين منذ الثمانينات إلى فصل المدخنين عن السجائر عن طريق تحويلهم إلى مسحوق التبغ الرطب المعروف باسم «سنوس» بالسويدي».


أدنى معدلات وفيات

أوضح التقرير أن «إحصاءات عام 2013 ذكرت أن 19 % من الرجال السويديين يستخدمون التبغ الرطب يوميا، بينما 9% فقط من النساء يستخدمنه».

وأكد أستاذ وخبير الصحة العامة هارلود بولاك لموقع «إتلانتك» عام 2014 أن «السويد لديها أدنى معدلات وفيات الذكور لسرطان الرئة في أوروبا، وكذلك أقل معدلات وفيات الذكور من أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتدخين».

وأضاف خبير الصحة العامة كينث وارنر، أن «الانخفاض في معدلات السرطان يعود إلى الأيام الأولى لتجربة السنوس قبل أكثر من 30 عاما، مع أن مستخدمي السنوس أو التبغ الرطب يصابون بالسرطان بمعدلات أعلى من الذين لا يستخدمونه، ولكن معدلاته تبقى أقل من الذين يدخنون».





جدل

أبان التقرير أن «الحد من الضرر نهج مثير للجدل لتحسين الصحة العامة في العديد من البلدان الغربية، لأن المسؤولين الصحيين يشعرون بموجبه بأنهم ملزمون بالدعوة إلى الإقلاع التام عن التدخين، والاكتفاء بالتوصية بأن أي منتج يمكن أن يسبب ضررا ـ وبغض النظر عن التفكير في إنقاذ الأرواح ـ هو في نهاية المطاف يضر بالصحة العامة».

وكشف أن «هذا السبب أدى إلى رفض إدارة الغذاء والدواء الأميركية الإعلان عن التبغ الرطب كبديل صحي لمنتجات التبغ القابلة للاشتعال، وفي العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي لا يسمح للشركات ببيعه».

يقول أستاذ الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز الدكتور ديفيد ابراهمز إن «العدو ليس النيكتوين بحد ذاته، وإنما التبغ المشتعل».