وقعت الواقعة، وانكشفت ألاعيب الحكومة القطرية، وبان للجميع ما تخفيه من عداء لدول الخليج، ودول العالم الإسلامي أجمع، وسقطت الأقنعة، فسقطت حكومة قطر من أعين العالم، وأسقطناها من أعيننا جميعاً.

إن ما قامت به حكومة قطر من تجاوزات، ذكرت المملكة العربية السعودية أبرزها في البيان الذي أعلنت فيه قطع علاقاتها مع قطر، إن هذا الإجراء يعود «لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي»، وبهدف حماية أمنها الوطني «من مخاطر الإرهاب والتطرف».

وأوضحت في البيان أن قطع العلاقات يأتي «نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم».

كما اتهمت المملكة في البيان، قطر بـ«دعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين، الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً، كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية، حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن».

لا شك أن هذه الانتهاكات الصارخة من الحكومة القطرية طوال تلك السنين هي انتهاكات للأعراف والقوانين الدولية، وخيانة واضحة للعهد، والجيرة، والقرابة، فكيف للجار أن يغدر بجاره، وكيف للقريب أن يبطن أسوأ المكر لأهله، ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

أما شعب قطر فلن يسقط من أعيننا، ولن نسقطه يوماً، فهم إخواننا في الدين، وإخواننا في النسب، وإخواننا في العروبة، لا نتصور عداءهم، ولا يتصوروننا أعداء لهم.

وقد نص البيان سالف الذكر على أن الشعب القطري «هم امتداد أصيل لإخوانه في المملكة العربية السعودية، وجزء من أرومتها، وأن السعودية ستظل سنداً لأمنه، واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية».

وهنا نحتاج أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا، وأن نكون على قدر من المسؤولية، فلا نعامل شعب قطر إلا بأخلاقنا، ونجتنب كل الممارسات التي فيها إساءة إلى شعب قطر، وألا يصدر منا تجاه الشعب القطري إلا ما تعودنا على بذله لجميع دول العالم الإسلامي عامةً، ودول الخليج على وجه الخصوص، وأما من ساء خلقه، وتردى دينه، وصدرت منه ممارسات غير أخلاقية ضد الشعب القطري، أو غير محترمة فلا يمثل إلا نفسه، ولا يلومن إلا نفسه؛ فالحكماء بيننا أكثر بكثير من الحمقى.

يا شعب قطر أنتم إخواننا في الدين، وأشقاؤنا في العروبة، وجيران لنا، ومنكم من هم منا، ومنا من هم منكم، فقطيعتنا، وعداؤنا، وخصامنا مع حكومتكم لا معكم، فلكم منا كل الود، والاحترام، ولحكومتكم منا كل العداء، والقطيعة -إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا-، فإن رجعت حكومتكم لحضن الخليج، وأذعنت لصوت الأغلبية، واتبعت سبيل الرشاد، والحكمة، فأنتم إخواننا، وإن لم تفعل، وتكبرت، وتعنتت فأنتم إخواننا ما بقينا، وما بقيتم.

يا شعب قطر خلافنا مع حكومتكم لن يفرق شعوب دول الخليج، وآمالنا معقودة على أن هذا الخلاف، والقطيعة ستزول بإذن الله عما قريب.