عاد الأمير فهد بن خالد مجددا إلى كرسي رئاسة النادي الملكي، بعد أن عاش أنصار وعشاق هذا الكيان موسما كوارثيا بكل تفاصيله الدقيقة والعريضة، ولكن مجرد التوقف كثيرا عند الماضي والحديث عنه هو عبث بالحاضر، وتثبيط لعزائم المتطلعين إلى مستقبل أفضل.
لذا، وجب علي -ومن باب الأخوة الصادقة والأمانة الأدبية- أن أهمس في أذن الرئيس الجديد القديم، بكلمات أتمنى أن تجد آذانا صاغية منه قبل أن يبدأ في مهمته، والتي لن تكون الأصعب إن استطاع أن يستشرف المستقبل بشكل جيد، وألا يكرر أخطاءه السابقة، أو حتى يقع في أخطاء من كانوا قبله. لذا، سأقول له وبالله التوفيق:
إن الأحداث الجسام أيها الفهد، هي وحدها الكفيلة بتمحيص معادن من حولك، فالسواد الأعظم منهم سيكونون أحبة لك في حالات رخائك، ولكنك لن تعرف الأوفياء منهم إلا في وقت أزماتك وانكساراتك «لا قدر الله»، فهؤلاء لا يهتمون كثيرا بنجاحك من عدمه، بل ستجدهم يتوارون عن ناظريك في أول حالة إخفاق، تاركينك للظروف تعصف بك من كل حدب وصوب، ولن أوضح أكثر في هذا الجانب، فقد قالوا قديما «إن من المعضلات توضيح الواضحات». لذا، عليك باختيار من يعملون معك بعناية كبيرة، وألا تترك باب المجاملات مفتوحا على مصراعيه في عملك، فلن يضيرك أن يهاجمك قلة، من أجل أن تسعد مدرجا بأكمله، ولن يضيرك أن يقولوا عنك متسلطا طالما أن هدفك تطبيق النظام، ولن يضيرك أن يقولوا عنك صداميا طالما أنك تهدف إلى حفظ حقوق الكيان، ولن يضيرك كل ما سيقال عنك طالما أنك تمكنت من اعتلاء المنصات وحققت الألقاب، فالتاريخ لا يذكر إلا المنتصرين أيها الرئيس.