أولاً لابد أن نبارك لليمن السعيد نجاح "خليجي 20"، فكل الأنباء الواردة من هناك تفيد أن هذه الدورة نجحت بكل المقاييس، وخاصة الحضور الجماهيري الكثيف لكل المباريات بالرغم من خروج منتخب اليمن من الدور الأول، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الإرهاب لن ينال من مسيرة الشعوب مهما حاول وخاصة عندما تتكاتف من أجل القضاء عليه وعدم السماح له أن يعبث بمقدراتها...

ثانياً اختلفت الآراء حول المنتخب السعودي، فمنهم من رأى أن المنتخب بأسمائه الجديدة فعل ما عليه واستطاع الوصول إلى المباراة النهائية وهذا – حسب رأيهم – إنجاز بحد ذاته، لأن بيسيرو لعب بالصف الثاني وأعطى الفرصة لعدد منهم كي يبرزوا وهذا سينعكس إيجاباً على المنتخب قبل الاستحقاق الآسيوي.

ومنهم من كان له رأي عكس هذا الرأي تماماً ومن وجهة نظرهم أن بيسيرو أخطأ كثيراً والمنتخب لم يلعب كما يجب ووصل إلى المباراة النهائية بالصدفة بعد أن أهداه مدافع قطر هدف الانتقال للدور الثاني.

وبرأينا أن بيسيرو لعبها صح، فقد اعتمد على الصف الثاني، لأنه إذا نجح فسيسجل له وإن لم ينجح فلديه حجته القوية وهذا ما كان، لأن واقع الكرة السعودية للأسف باستثناء وصول منتخب الشباب لنهائيات كأس العالم يترنح بمزيد من الخسائر ولم يعد الشارع الرياضي السعودي قادراً على سماع مزيد منها، لدرجة أن أحد الصحفيين السعوديين رأى أن هذا الشارع لم يكن يتابع منتخب بلاده كما يجب ولم يكن متحمساً كالعادة، لأنه ملّ الهزائم وملّ التبريرات.

من جهة أخرى لابد من الوقوف عند نقطة أخرى للمرة العاشرة أو أكثر وتتعلق بالروح الانهزامية – إن صح التعبير – التي تعيشها بعض الفرق السعودية في المباريات الحساسة فتجدها تلعب بلا روح، وهذا ما كان في مباراة المنتخب أمام الكويت، لأنه عندما جدّ الجدّ وبعد الهدف الكويتي وجدنا وكأن المنتخب اتخذ قراراً بعدم الفوز، فلم نلحظ إصراراً منه على قلب النتيجة ولم نلحظ حتى خطة للمدرب تغير مجرى اللعب، وما يضحك أنهم قالوا إن المدرب أعطاهم حصة تدريبية كاملة لكيفية الوصول إلى المرمى بأقصر الطرق وما شاهدناه أنهم لم يجدوا الطريق إلى المرمى إلا في حالات نادرة كان المرمى هو الذي وجدهم وليس العكس.

هذه الحالة (شيء غريب عجيب بالفعل)، وباتت مقلقة إلى حدّ كبير، لأن من لا يمتلك روح الإصرار على الفوز لن يفوز مهما فعل، ومن يملكها ولا يفوز يُبرر له أنه قام بواجبه على الأقل... ويبدو أن المطلوب خلال الفترة المقبلة وقبل الاستحقاق الآسيوي العمل على الحالة النفسية تحديداً.