ثمة أخبار ترد من قطر، بعضها قابل جداً للتصديق، مثل رفض سمو الأمير تميم السماح بلقاء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم أن يظهر في الجزيرة على الهواء، وجعل مقابلته مسجلة حتى تراجع، فلا أحد يضمن قالب الفساد والتآمر، مما أجبره على الظهور مع تشارلي روز في قناة بي بي إس الأميركية.
إننا نحسن الظن، ونرى ذلك مؤشرا من الأمير القطري على نيته في إيقاف الإساءات إلى المملكة، والتي اعتاد هذا الرجل العمل عليها في الخفاء والعلن.
لقد أصبح واضحاً جداً أن القيادة القطرية ممثلة في الأمير السابق حمد بن خليفة لا تعرف الشعب السعودي وعلاقته بقيادته، ومن استمع إلى التسجيل سيسخر كثيراً من لهجة الرجل المتيقنة من التزييف الذي ملأ به رأسه رجاله حول علاقة السعوديين بقيادتهم وحكومتهم، ولا تدري هل هو ضعف في المدارك لدى الرجل أم أن من زيف له البيانات اجتهد لاستنزاف أموال الشعب القطري في مؤامرات، فأقنعه بعمليات كانت دائما نتيجتها صفرا.
ربما هذا الصفر يجعل تميم يتعرف قليلا على الشعب السعودي الذي يختلف تماما عن المجتمعات العربية الأخرى هو وقيادته منذ أن قام الآباء ببناء هذا الكيان متعدد الألوان والأصول واللهجات ومتوحد في شيئين الدين ووحدة الأرض.
ما لا يعرفه تميم أن كذبة أنه يملك وقناته الشارع السعودي تعتمد على يوزرات مزيفة، واليوزرات المزيفة تجيد ترديد الكلام لا الأفعال، وهو لن يفيده الكلام إذا قرر خادم الحرمين أن يتصاعد غضبنا السعودي على مؤامرة جماعته على السعودية من مجرد مقاطعة إلى غيرها، فلن يجد سعوديا واحدا يقول لمليكه لا، خاصة مع كل هذه الحقائق وانكشاف جرائمهم ومؤامراتهم لتحويل بلادنا إلى ساحة قتال وتناحر وسلب السعوديين الأمن الذي يفاخرون به، بل تحطيم أقدس بقاع الأرض ومعقل الإسلام في هذا العالم، وحماة البيت الحرام والقائمين عليه، لقد أدرك الشعب السعودي أن قيادته الحليمة قد غضبت وانتهى الأمر، فهل يدرك تميم ذلك.
عندما تحدث رئيس وزراء العراق عن خطة قطر الأخيرة لإسعاف داعش بالأموال، وكيف استخدموا أكثر من خمسة وعشرين قطريا لتمثيلية الفدية، علمت أن القيادة المتآمرة في الدوحة وصلت إلى أنها تضحي بشبابها القطري لبلوغ أهدافها، فكم قطريا في هذا العالم ليتم إرسال 25 شابا قطريا إلى عملية في غاية الخطورة، وإرسال بعضهم إلى ليبيا، أو امتلاء قوائم الإرهاب بأسماء بعضهم، وهو ما يجب أن يعرفه الشعب القطري الآن وقبل فوات الأوان هو اشتعال النيران في عالمنا العربي سيحرق أصابعهم في الدوحة وبأمر هذه العصابة.
فهل يظن تميم أنهم سيبقون حوله حتى بعد انكشاف هذه الحقائق، أشك في ذلك، وسيكون من الخطأ الكبير أن يستمع لجوقة العصابة في قناته الجزيرة، ولا يستمع لصوت المنطق في رأسه الذي يقول أهل قطر عرب أقحاح، ويعرفون «أن ما دون الحلق هو اليدين»، ويعرفون تماما أن من جنّب الشعب القطري آثار المقاطعة وراعى العلاقات الأسرية بيننا وبينهم سيراعي عند العقاب الأخير للمتآمرين براءة الشعب القطري من هذا الإثم، لذا على تميم أن يوقن أنهم لن يقفوا معه طويلا إلا إذا وقف مع العالم الذي احتشد لتجفيف البحيرة التي تؤوي وحش الإرهاب.