ليس جديدا علينا أن نكتشف حقيقة التنظيمات الإرهابية القائمة ونهجها وما تدعو له، الجديد الصادم أن نكتشف من وراءها كداعم وممول، من يقف معها في خندق الإعدامات والاغتيالات والتفجيرات التي تطال الأبرياء، لنتساءل

أي سياسة دموية تدفع بهذه الأنظمة إلى هذا المستنقع؟ وهل الهدف التمدد والسيطرة؟ أم إشباع تعطشها للقتل والتدمير؟ وكيف استطاعت أن تجمل وجهها وتطل على العالم بهذا الزيف الذي يخبئ وحشية تقتات على جثث الضعفاء الذين لا يملكون الوسيلة للدفاع عن أنفسهم ضد هذا الإرهاب المصدر لهم ممن يدعون البحث عن السلام وحماية الإسلام، إن أول من يفترض أن يحاكم هذه الأنظمة هم شعوبها التي خدعتها بشعارات واهية واستغلت ثقتها وولاءها في تمرير الكثير من العمليات الإرهابية إلى بلدان عديدة، وإلى احتواء وتمويل جماعات إرهابية مجردة من الرحمة والإنسانية، نماذجها ماثلة أمامنا، وقد قضت باسم الدين على مجتمعات وشردت أخرى، إن ما حدث ويحدث الآن بسبب دعمها ومساندتها يعد بصمة عار في جبين العالم لأنه سمح لأولئك المجرمين بالتنامي، سواء أكانوا جماعات أو أنظمة، مع أنه كان يعلم تمام العلم بفعلهم، لكنه غض الطرف عنهم لمصالح ومكاسب سياسية، واليوم وهذه التنظيمات تتعرى وتنكشف سوءاتها لمن لم يعلم عنها، يجب أن تحارب على كافة الأصعدة لتنال الجزاء الذي تستحقه، حتى وإن كان أكبر من مجرد مقاطعة وعزل، ولا شك أن محاكمة هذه الفئة بتطبيق العقوبات المستحقة عليها ستكون رادعة لمن يفكر يوما ما بدعم الإرهاب ومساندته، كذلك علينا أن نستغل انتفاضة العالم ضد الإرهاب وهو يكشف رموزه وأنظمته وعلى أكثر من صعيد، لنتخلص من هذا الداء العضال خصوصا وبلادنا هي من أكثر الدول التي تضررت منه، ليس في عملية التخريب، وإنما حتى في عمليات التجنيد والتغرير بالشباب من قبل فئات منحت الثقة فاستغلتها لترويج أفكارها ومبادئها القائمة على الكراهية وتدمير الشعوب تحت وهم الخلافة ودولة الإسلام، وهو -أي الدين- بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف، هي جماعات فاشية تقتل فقط لأجل السيطرة وترفع شعارات مزيفة تخدع بها البسطاء وتوهمهم بأمجاد وانتصارات كاذبة، وإن كان لها قدرة على التغرير بالبعض إلا أن الحقيقة سرعان ما تنكشف ليبدأ صراع من نوع آخر، الخيانات التي تفتك بهذه الجماعات، حتى وإن أظهرت تماسكها غير أن الأحداث تكشف تفككها وقرب انهيارها، وعلى مدى التاريخ لم يصمد أي تنظيم دموي إرهابي مهما بلغت قوة الدعم والتأييد له.