بينما أغار طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أول من أمس، على ميليشيات موالية للنظام السوري وإيران في الجنوب السوري، للمرة الثالثة على التوالي خلال العام الحالي، فضلا عن الضربة الجوية على قاعدة الشعيرات العسكرية، قال مراقبون إن الإدارة الأميركية تريد بث رسائل تحذيرية خلال هذه الضربات، حول وجود مناطق لا يمكن لروسيا أو إيران أو النظام السوري تخطيها، في وقت تحاول ميليشيات إيران تأمين ممرات لها بين العراق وسورية.

وكانت تقارير تحدثت مؤخرا حول وجود نوايا لدى إيران لاستبدال مسار المشروع التوسعي الذي يمر عبر الأراضي السورية الجنوبية، بالأراضي الشمالية الحدودية مع تركيا، والتي تسيطر عليها 80% من الميليشيات الكردية.

 


سياسة المحاصرة


عدت تقارير وسائل إعلام روسية الضربات الأميركية على ميليشيات النظام المتكررة، بأنها تعد إعلانا لتقسيم مناطق النفوذ داخل الأراضي السورية.

وأوضحت التقارير أن الإدارة الأميركية تريد الضغط على موسكو بأكبر قدر ممكن، لثنيها عن الاستحواذ على بعض المناطق، وذلك في وقت تستعد أطراف الأزمة السورية للتوجه إلى محادثات جديدة في العاصمة الكازاخية أستانة.

وترى روسيا منذ سنوات عدة أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يريد تقويض نفوذها في عدة مناطق إقليمية ودولية، على غرار الأزمة الأوكرانية والسورية، والتمركز في سواحل المتوسط وغيرها، فيما تصف موسكو مناورات حلف شمال الأطلسي الدورية قرب حدودها بالتهديدات المباشرة، ومحاولة غربية لمحاصرتها.

 





استغلال العمليات


تزامنا مع بدء عملية تحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش المتشدد، رأى مراقبون أن الضربات الأميركية المتكررة على أهداف تتبع النظام السوري، تشير إلى وجود تحرك أميركي لوقف تمدد روسيا وإيران في بعض المناطق، ومحاولة استغلال عملية تحرير الرقة لتوسيع نطاق التمركز، وذلك بعد أن واجه مدنيو المدينة حملة تهجير كبيرة بالتزامن مع انطلاق المعركة.

وتشرف القوات الأميركية في المناطق الجنوبية السورية بمحاذاة الحدود الأردنية على عمليات تدريب مكثفة لفصائل معارضة مدعومة من واشنطن، تهدف إلى تجهيز المقاتلين لمحاربة تنظيم داعش، فيما تدل المؤشرات على أن النظام السوري قد يقبل بخضوع بعض الأماكن الخارجة عن سيطرته في الشمال بمناطق حكم ذاتية تابعة للأكراد.

وبدأت قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن هجومها على مدينة الرقة مؤخرا من 3 محاور، ووصلت في بعض الأماكن إلى الساحل الأيسر للفرات، ومن المستبعد أن تسلم المناطق التي يتم تحريرها إلى النظام السوري، وذلك بعد خروج الجنوب السوري عن سيطرة الأخير.