بحلول الذكرى السنوية الخمسين لنكسة عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، تبدو المواقف الفلسطينية الإسرائيلية أبعد ما تكون إلى التسوية.

وبعد تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة، توجهت أنظار الفلسطينيين إلى مساهمة واشنطن في وضع خارطة طريق محددة النقاط والتفاصيل لحل الصراع الذي استمر لأكثر من نصف قرن، إلا أن الجانب الإسرائيلي استبق الحلول بوضع شروط وصفت بالتعجيزية.

ويطالب الفلسطينيون بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، مع إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بحيث يستند إلى قرار الأمم المتحدة 194، والذي نصت عليه مبادرة السلام العربية، فيما ترى تل أبيب أن الحل يجب ألا يشمل انسحابا من حدود 1967، وأن تكون القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، مع عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين.



شروط سابقة

فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال كلمة بمناسبة مرور نصف قرن على النكسة، أن إسرائيل ستواصل بسط سيطرتها الأمنية على كل المساحة الواقعة غربي نهر الأردن، أشار مراقبون إلى أن  هذه التصريحات تشير إلى نية إسرائيل إبقاء سيطرتها الأمنية على الدولة الفلسطينية المرتقبة، وهو ما ينفي عنها صفة الاستقلال، فيما تهدف المطالب حول الاعتراف بدولة إسرائيل على أنها دولة يهودية، إلى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين. من جانبه، أشار أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إلى أن الوقت قد حان للاعتراف بحق الفلسطينيين في الحرية والسيادة على أرضهم، وإنهاء الاحتلال بشكل كامل، وتجسيد استقلال فلسطين على حدود 1967، والإفراج عن جميع الأسرى. وجدد عريقات رفض الفلسطينيين لمحاولات إسرائيل فرض واقع الدولة الواحدة، من خلال فرض وقائع غير قانونية وأحادية من استيطان استعماري وعمليات مكثفة من التطهير العرقي والعقاب الجماعي، بالإضافة إلى محاولاتها الحثيثة لتعطيل جهود السلام وإحياء العملية السياسية.



جذور الحلول

تعود جذور حل الدولتين إلى المؤتمر الذي عقده المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 وتم القبول به من الجانب الفلسطيني، فيما تم التوصل إلى اتفاق إعلان المبادئ الفلسطينية الإسرائيلية عام 1993، تلاه اتفاق أوسلو عام 1994، والذي قضى بقيام سلطة وطنية فلسطينية في المدن الواقعة بالضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تجري مفاوضات فلسطينية إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين في غضون 5 سنوات، قبل أن تمتد هذه المدة حتى الوقت الراهن. وجرت محاولات للتوصل إلى اتفاق نهائي في فترات الولاية الرئاسية للرؤساء الأميركيين بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، إلا أن جميعها باءت بالفشل بسبب رفض إسرائيل إنهاء استيطانها، وقبول دولة فلسطينية في الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية.


توجهات إسرائيل

مواصلة سيطرتها الأمنية

  التوسع الاستيطاني

  إفشال مفاوضات السلام

 


 مساع فلسطينية

 1993: قبول إعلان المبادئ

1994: التوصل لاتفاق أوسلو

2002: قبول مبادرة السلام العربية