الحديث عن طبيعة العلاقة بين الشعوب الخليجية - على وجه التحديد السعودية وقطر - حديث إنشائي بحت.. يكفي أن أشير إلى وجود أبناء عم لي قطريين، أرتبط معهم في الجد الرابع تحديدا - تماما كما يوجد لدى كثير وكثير جدا من السعوديين أنساب وأقارب من الدرجة الأولى في قطر، والكويت وغيرهما.
ناهيك عن مواقف حكومة بلادي التي تؤكد غير مرة أنها ستظل سندا للشعب القطري الشقيق.. وآخر ما صدر بهذا الشأن توجيه خادم الحرمين الشريفين? بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية القطرية، تقديرا منه للشعب القطري الشقيق.
مهم التأكيد على أن أي حديث سيأتي لاحقا في هذه السلسلة من المقالات هو انطباعات شخصية عابرة، قمت برصدها على مدى ثلاث سنوات [2013 - 2015] تتعلق بالمشهد السياسي والإعلامي، وليس لها علاقة مطلقا لا من قريب ولا من بعيد، بأهلنا وأصدقائنا وأنسابنا الكرام في قطر.
بداية أدرك يقينا أن ليس كل ما يُعلم يُقال، هناك أعراف وقيم تحكم الأشقاء؛ لا يمكن كسرها، لكن ثمة نقاط في المقابل لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها، أجزم - وبقناعة راسخة تماما - أنها هي التي أوصلت علاقة دولتنا بـ «حكومة قطر» إلى هذا المأزق الخطر.
لابد من الحديث عن المغامرات السياسية القطرية التي بلغت أوجها خلال الأعوام الأخيرة، وتغوّل «عرب الشمال» والمصريون وغيرهم، في المشهد القطري بشكل عام.. والتهميش الغامض للفعاليات والشخصيات القطرية الحقيقية.. إعلامية وغيرها.
إضافة إلى الدور التدميري الرهيب لما يسمى بمراكز الدراسات والأبحاث في قطر، والتي تعمل بشكل رئيس ومباشر على زعزعة استقرار المنطقة نحو: دعم وتأصيل ورعاية الثورات العربية من حدود الجارة الصغيرة المنامة وحتى أطراف ليبيا.
ولا يمكن لأي حديث موضوعي تجاهل دعم الحكومة القطرية لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى الإضرار بالسعودية التي لا تغضب سريعا، والتي أضحت الهدف الرئيس أمام الأميرين «حمد بن خليفة» و«حمد بن جاسم»، ولا نذيع سرا هنا، فالتسجيلات والاعترافات تملأ فضاء الإنترنت.
غدا نلتقي..