يقول الأمير خالد الفيصل في كتابه «إن لم.. فمن»: «لم أندم على شيء في حياتي أكثر من ندمي على عدم السؤال. كم أحجمت عن السؤال. في البيت وفي المدرسة والجامعة وفي مجالس الرجال. وكنت أحوج ما أكون إلى الإجابة. لذلك حرصت على التأكيد لأبنائي بأهمية السؤال في البيت والمدرسة وعدم التردد. فكم عانيت لاستنباط المعرفة بدون سؤال، والبحث بالتجارب القاسية عن حقيقة الأمور». كثيرة هي التجارب التي مر بها الأمير خالد، كشخصية بارزة في المجتمع، يلخصها بقصيدته المعروفة: «في غربتي شطّت بي ركاب الأغراب.. أشد وانزل والليالي ركايب».  في حديثه عن المشاريع الثقافية التي أنشأها أو رعاها، أشار باقتضاب إلى صحيفة «الوطن» -بما لا يتجاوز 85 كلمة!- وهو ما يؤكد ما قلته في مقال سابق، إنه مرّ على بعض الأحداث والمفاصل مرورا سريعا، على الرغم من أن بعضها يستحق مؤلفات مستقلة منه؛ لكونه شاهدها أو مهندسها أو الواقف خلفها، وحتما له أسبابه، ربما لأن الوقت لم يحن بعد، أو لغير ذلك.  يقول الأمير عن صحيفة الوطن: «ساهمت مع زملائي في عسير في طلب الترخيص لإصدار صحيفة يومية، ولكن المشروع تأخر، وبقينا على الجهد والأمل نتصبّر.. وبعد عشرين عاما تيسر، فأصدرنا صحيفة «الوطن» من أبها. ورغم المراهنة من الكثير بأنها لن تستمر أكثر من شهور ها هي حتى اليوم في صدور.. وأي صدور!، إنها -يقول الأمير- من أهم الصحف السعودية اليوم، وقد كان صدورها في ذلك الوقت وبذلك المضمون وتلك الصورة، نقلة حديثة جريئة في الصحافة السعودية. ولا أنسى -يقول الأمير- مجهودات كل من الشيخ عبدالله أبوملحة، والدكتور فهد العرابي الحارثي لإخراج الصحيفة بذلك الوجه المشرق..».

بعدما استعرض الأمير ما أسماه محاولات الإجابة عن السؤال: «من نحن»؟ يطرح السؤال الآخر: «ماذا نريد»؟، ويصل بالقارئ إلى النهج الجديد، رؤية 2030 وتحول 2020، الذي لا يقتصر على الاقتصاد والتجارة، بل يشمل كل عناصر التنمية.

«ماذا نريد»؟!. ويُجيب: «يجب علينا أن نطرح نهجا جديدا في كل شيء، فلقد تغيّر العالم، وتغيرت أساليب الفكر والحياة. هناك فكر جديد، وتحوُّل جديد، وعالم جديد، وصناعة جديدة، وحضارة جديدة، وسياسات جديدة.. إما أن نساير الركب وإلا فالتخلف مصيرنا».

«الساعة خمسة وعشرين.. لا تحسب الوقت بدري.. من لا يسابق زمانه.. يقعد والأيام تجري».