شبكة الطرق العملاقة في المملكة شبكة أدركت مثل غيري أنه يندر أن تجد في كبُريات دول العالم ما يوازي طرق السعودية السريعة خاصة تلك التي تربط بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، خذ مثلاً ما يربط الآن بين المدينة المقدسة مكة المكرمة وبوابة الحج أعني مدينة جدة، فهناك اهتمام كبير من وزارة الطرق بها، فقد بدأت تلمس طريق التخصص، هذا للسيارات الصغيرة، وهذا للشاحنات، وهذا للقادم من المطار، مما يُنبئ عن عزم الدولة على توجيهها إلى رؤية 2030 بخصخصة الطرق، ولكن معالي وزير النقل أكد أنه لا ضرائب على الطرق حتى تكتمل الخدمات المساندة، وهذا ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع، وهو الاهتمام بخدمات الطرق، وعندما تدير مؤشر قيادة السيارة لتمتطي آلاف الكيلومترات على مساحة المملكة، فإنك تجد أمراً مذهلا تقف له إعجابا وتقديرا لشبكة الطرق من رأس تنور، وهو رأس الخير إلى مدينة المعادن حزم الجلاميد، ثم العقبات في جبال السروات، نزولاً إلى تهامة، وزد على ذلك اختراق الصحراء من الربع الخالي إلى منطقة الرياض، فالقصيم، حتى تمر على الخط الرائع بين القصيم والمدينة المنورة، ثم حائل.
كلفت هذه الطرق مليارات الريالات إنشاء وصيانة تعجز عنه بعض الدول على مر عقود من الزمن، وقد بدأت الدولة في أن ترفد هذه الخطوط بخطوط حديدية تجوب المملكة من الشرق إلى الغرب، وقد يسأل البعض كيف يكتمل الخط إلى الغرب، أضع هذا المقترح للزملاء في وزارة النقل بأن الخط الحديدي الآن ينطلق إلى الرياض من الشرقية إلى شمال المملكة، لكن المنفذ المتبقي أن تُربط القصيم بالمدينة المنورة، وهي مساحة لا تتجاوز 470 كيلو مترا، ويلتقي مع المدينة التي وصلها الخط الحديدي من مكة المكرمة.
إذًا نحن أمام تحد كبير في غضون السنوات الثلاث المقبلة، حتى تصل إلى عام التحول الوطني 2020 بشبكة طرق تضاهي شبكة الطرق التي حاولت دول كثيرة أن تسابق الزمن لتلحق بمنجزات السعودية، فشكراً لوزارة النقل، وأنا على يقين أن ما يرصد في الميزانيات لتكون شبكة الطرق على درجة عالية من الخدمة في المدينة المقدسة مكة المكرمة كبير جدا، وكذا المدينة المنورة، وهو ما يجعلني أتطلع إلى اليوم الذي تعيش فيه رحلة الحج للقادم إلى السعودية في رحلة ممتعة تكتمل خدماتها المساندة مثل محطات الوقود والخدمة الذاتية والفنادق والاستراحات الجانبية، التي تجعل الرحلة أكثر متعة، ولكن هذا يتطلب منها فتح باب الاستثمار مع القطاع الخاص وطرح ذلك أمامهم للتنافس على تحسين هذه الخدمات عبر شركات محلية وأجنبية، ويعود ريعها لصيانة طرق آمنة مخدومة بوسائل السلامة التي يطلبها قطع مسافة آلاف الكيلومترات، التي تخترقُ الجبال وتقطع المسافات الرملية في شرق البلاد وغربها، وربما هذا يسهم في نجاح سياحة داخلية نترقبها جميعا، وقد طرح هذا الموضوع أمام رجال الأعمال في منتدى التنافسية أكثر من مرة، وطرحت فكرة كيف يسهم القطاع الخاص في صناعة السياحة السعودية.
إذًا هذا باب مهم جداً لو أعطت وزارة النقل هذا الملف إلى هؤلاء من رجال الأعمال والمال، فإنه سيكون رافداً مهماً لإنجاح هذه الصناعة، أعني بها شبكات الطرق.