منذ انقلاب الشيخ حمد آل خليفة على والده عام 1995، وهو مصاب بحالة «الميغالومانيا» -جنون العظمة- أي أنه يبالغ في وصف نفسه بما يخالف الواقع، مدّعيا أن لديه نفوذا دوليا سياسيا واقتصاديا.

ولأن قدراته الواقعية أقل من الوهم الذي رسمه في ذهنه، ولأن إمكاناته العسكرية والسياسية والاقتصادية أقل من متطلبات الحلم الوهمي الذي قادته إليها الحالة الطبية المصاب بها، ذهب وضم جماعة الإخوان تحت لوائه.

يتمنى أن يرى دولته عظيمة كما هي عظمة السعودية، ويتمنى أن يرى نفوذه السياسي وقوة كلمته وتوجهاته السياسية كما يراها في قوة السعودية، يحلم أيضا بأن يكون له دور القيادي في المنطقة كما هي السعودية.

المصابون بجنون العظمة -حسب تفسير علماء الطب النفسي- يشعرون دائما بالاضطهاد مهما قدمت لهم من الاحترام، ويعيشون أفكارا متسلطة، خاصة عندما يواجهون من هو أعلى منهم شأنا أو مكانة أو قوة.

22 عاما، وحمد بن خليفة يحاول أن يخترق سيادة المملكة العربية السعودية سرّا وعلنا، ليرضي مشاعر التسلط التي تثيرها مشاعره بالاضطهاد والغيرة من كل تفوق يراه في السعودية، ذهب يعطي دولته القوة الإعلامية، ورأى في سياسة الإخوان وسياسة الثورات ما يعزز سياسته ورغبته في أن يتخلص من عقدة النقص التي يسببها له شقيقه الكبير «السعودية»، ومن يتخلص من والده وينقلب عليه لا تتعجب عندما تراه يحاول التخلص من شقيقه، وكما يقول المثل «اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس»، وحمد بن خليفة لم يكن فيه خيرا لوالده، بل انقلب عليه لتحقيق الرضا النفسي الذي يقوده دون إرادته إلى إرضاء حالة جنون العظمة المسيطرة عليه.

يقول علماء النفس أيضا، إن المصاب بحالة جنون العظمة يرى دائما أنه مضطهد، لأن الجميع يغارون منه، ودائما يتكلم بثبات ومنطقية عن اعتقادات خاطئة، كما أن حالته هذه تسبب اضطراب الجوي الأُسَري والتسلط في الأسرة، والتوترات الزائدة، مما يجعل هذا الشخص ميهأ لبناء منظومة هذائية، وهذا ما نراه تماما يحدث الآن في قيادة قطر.

قام حمد بن خليفة بتبني قناة الجزيرة، وطعّمها بقيادة إخوانية وثوراتية لتحقيق رضا الغرور. قامت هذه القناة بالعمل على كل ما من شأنه أن يهدد سيادة الدول العربية، وعلى رأسها السعودية. تبنت الثورات في كل العواصم العربية بحجة الانحياز إلى الشعب، وتسعى إلى تحقيق المخطط الإخواني الكبير -الخلافة- الذي تدعمه قطر بمالها ليكون لها شأن مهم فيه عند تحقيقه، متجاهلة أنه لا أحد يستطيع أن يكسر مفهوم سيادة الدول، المجتمع الدولي رسم كل الحدود، تم الاتفاق بعد زمن الاستعمار على سيادة كل دولة، وبحماية مجلس الأمن الدولي، وحلم الإخوان الذي تدعمه قطر، حلمٌ وهمي لن يتحقق إلى الأبد، فلا أحد يستطيع أن يكسر إرادة الشعوب التي تحب بلادها، لا أحد يستطيع أن يكسر الثقة والولاء بين الشعب السعودي وقادته، ولا أحد يستطيع أن يسرق من الشعب المصري حبه لوطنه.

دعمت قطر الحوثي في اليمن، بحثا عن زعزعة استقرار السعودية، دعمت الإخوان المسلمين، ودربت الشباب البحريني والسعودي والمصري سرّا، من أجل حثهم على الثورات، وتمرينهم على طريقة تأجيج الرأي العام ضد الدولة سرّا، ووضعت يدها في يد إيران ضد أشقائها وشعبها، وفعلت كل ما من شأنه أن يهدد سيادة وأمن المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات وليبيا واليمن، وغيرها.

التأثير والاهتمام الدولي اللذين حظيت بهما السعودية خلال عقد قمة الرياض، والاتفاقيات التي تم توقيعها في تلك القمم، أثارت جنون حمد آل ثاني، شعر أن كل ما فعله خلال عقدين ذهب هباء منثورا، وأن قوة السعودية لم تتأثر من كل ما بذله من أجل إضعافها، بل تعاظمت وأصبحت في أقوى حالاتها على مدى التاريخ السعودي، لم يستطع أن يقاوم حالته الطبية «جنون العظمة»، ونشر تصريحات منافية لاتفاقيات قمة الرياض، رغما عن ابنه تميم الذي سارع بحذفها ونفيها، مدّعيا أن هناك اختراقا لدرء الفضيحة التي أوقعها فيه والده.

المملكة العربية السعودية والدول الصديقة لها تمد يدها الآن للشعب القطري، لتخليصه من الإنسلاخ العربي الذي تريده له حكومته, فرضت سياسة حازمة من أجل حماية سيادتها، وسيادة دولها الصديقة، وسيادة الشعب القطري الحبيب وإرادته.

ما يحدث الآن من موقف سياسي تجاه حكومة قطر، هو لمصلحة شعب قطر أولا، لمنحهم حقهم في أن يحتفظوا بحسن الجوار مع دول الخليج، وأن يحتفظوا بعروبتهم التي تحاول إيران أن تسرقها منهم، بمباركة حكومتهم التي لديها الاستعداد أن تضع يدها في يد من كان لأجل إرضاء مرض جنون العظمة الذي تشعر به.