في حين ينتظر المثقفون في أنحاء المملكة النتائج التي ستسفر عنها اجتماعات اللجنة الثمانية المكلفة بمراجعة لائحة الأندية، والتي عقدت اجتماعها الأول أمس في الرياض باختيار حمد القاضي رئيسا لها، لتبدأ أعمال مراجعة وتعديل مواد اللائحة، بمناقشة عدد من موادها، على أن يتم استكمال بقية المواد خلال اجتماع اللجنة الثاني في جدة الأسبوع المقبل، رأى مثقفون أن أفضل وسيلة للحد من التكتلات في الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية بالمملكة، التي تعتبر الإشكالية الكبرى في انتخابات مجالس الإدارات في الأندية الأدبية، العمل على تعيين نصف أعضاء مجلس الإدارات في الأندية الأدبية، والنصف الآخر بالانتخاب.


غياب ثقافة الانتخاب

قال رئيس نادي الأحساء الأدبي، رئيس اللجنة السابقة لتعديل لائحة الأندية الأدبية الدكتور ظافر الشهري، لـ«الوطن» أمس، في ظل ما نشاهده من التكتلات في الجمعيات العمومية، وعدم نضج ثقافة الانتخاب وعدم وعي هذه الجمعيات بدورها، أعتقد أن تجربة المجالس البلدية والغرف التجارية في الانتخابات جيدة، وذلك بانتخاب نصف مجلس الإدارة وتعيين النصف الآخر، وهذا لا يقضي على التكتلات في الجمعيات العمومية فحسب، بل سيقضي أيضا على التشرذم في مجالس الإدارة، واستحواذ مجموعة على قرارات المجالس، وفِي ظني أن هذا حل في المرحلة الراهنة لإتاحة الفرصة للأدباء والمثقفين الكبار الذين تواروا عن المشهد لتستفيد من خبرتهم هذه المجالس، وكذلك إتاحة الفرصة للشباب والشابات الذين ابتعدوا عن هذه المؤسسات الثقافية، لأنه لم يكن في طاقتهم حشد الأصوات، وأضاف: كنت أتمنى أن يستوعب المثقفون معنى انتخابات وأن يكونوا جميعا مدركين بأن مبدأ الانتخابات مبدأ حضاري وفرصة للمثقفين لإدارة شؤونهم بأنفسهم، متى تساموا عن هذه التكتلات ووجهوا جهدهم وهدفهم لبناء ثقافة سعودية تمثل وجهنا الحقيقي، وأن يحافظوا على هذه التجربة بعيدا عن التكتلات تداعيات انتخاب من ليس مؤهلا للعمل الثقافي حتى لو كان يحمل أعلى الشهادات في اللغة العربية.

 


مزايا التعيين

أبان عضو لجنة المراجعة للائحة، المسؤول الإداري في نادي الأحساء الأدبي الشاعر محمد الجلواح لـ«الوطن» أن من بين مزايا التعيين في مجالس إدارات الأندية الحفاظ على حالة الاستقرار داخل النادي، والابتعاد عن الجدال والنقاش، موضحاً أن تعيين الأعضاء من وزارة الثقافة والإعلام، سيلغي جدل ونقاش فوز وخسارة المرشحين فيما بينهم وبين المثقفين والمثقفات، مضيفاً أن جهات الاختصاص في الوزارة هي الأعرف بالمثقفين والمثقفات واستحقاقهم لإدارة الأندية، مشيراً إلى أن أدبي الأحساء عايش حالة التعيين لأعضاء مجلس إدارة في النادي قبل 10 أعوام عند التأسيس، وقد حققت حالة التعيين في النادي نجاحاً كبيراً في تلك الفترة، مؤيداً في الوقت ذاته تعيين النصف والنصف الآخر بالانتخاب، حتى يكون هناك نوع من التوازن والاستقرار الإداري والعملي بشكل أكبر.





اللجنة والوزارة

يقول رئيس أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع «بالنسبة للجنة التي شكلت أرى عدم الاستعجال، وهنا أقترح أن يكون العمل على ثلاث مراحل:الأولى: تضع اللجنة تصورها وتعديلاتها الأولية على اللائحة خلال المدة المنصوص عليها (أسبوعان). وترفع نسختها الأولية للوزير.الثانية: تمنح الوزارة اللجنة الحق في نشر اللائحة المعدلة من خلال موقع الوزارة لتلقي الآراء ووجهات النظر لمدة أسبوع واحد، ثم تعود اللجنة لاستيعاب وجهات النظر والملاحظات التي تحتاج إلى عناية، وتنتهي إلى الصيغة النهائية التي ترفع لوزير الثقافة والإعلام في مدة أسبوعين.

الثالثة: عدم إثقال هيئة الثقافة بمشكلات سابقة لها، وهذا في نظري يمكن التعامل معه كالتالي:

-حل جميع مجالس إدارات الأندية الأدبية التي تنتهي في 30/‏‏‏ 11/‏‏‏ 1438-حل جميع الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية.-تكليف من يدير الأندية ويعيد تسجيل الجمعية وفق اللائحة الجديدة ويقوم بالمعالجات القانونية اللازمة.-معالجة المشكلات القانونية المترتبة على حل الجمعيات بإعادة مبلغ الاشتراك أو إحالة العضو الذي لا تنطبق عليه شروط العضوية العاملة إلى العضوية المشاركة.

-يتم تسليم ملف الأندية بعد الانتهاء من استيعاب المتقدمين لعضوية الجمعيات العمومية لهيئة الثقافة لتتولى ملفات الترشح والانتخاب.