توغلت ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران أمس، في قريتي البواردي وقصيبة السوريتين في ريف الحسكة، وذلك رغم تهديدات قوات سورية الديمقراطية للميليشيات بعدم اختراق الحدود السورية.
وتسبب توغل الميليشيات وتجاوزها الحدود العراقية السورية في فرار مئات العائلات، خوفا من عمليات انتقام محتملة، فيمال قالت مصادر إن سكان القريتين يعيشون بين إرهاب المشروع الداعشي ونيران المشروع الإيراني.
وكانت الميليشيا قد أبدت في وقت سابق استعدادها للدخول في المعترك السوري لإنقاذ نظام الأسد بعد انتهاء معاركها في العراق، الأمر الذي يثير المخاوف من تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين وارتفاع وتيرة نزوح الأهالي الذي أودى بملايين العراقيين لخسارة أراضيهم وممتلكاتهم.
السيطرة على المنافذ
وبحسب خبراء، تسعى إيران عبر ميليشياتها في العراق، لبسط نفوذها على الطرق البرية الرابطة ما بين الأراضي العراقية والسورية لدعم نظام الأسد وانتهاء بسواحل المتوسط، وهو الأمر الذي يتطلب تشريد أهالي القرى الواقعة في هذه الخطوط، وما يترتب عليه من انتهاكات ضد حقوق المدنيين وتغيير ديموجرافي على أسس طائفية بحتة.
وأشار محللون إلى أن سيطرة الميليشيات الإيرانية على محافظة نينوى بالتزامن مع الحدود السورية العراقية، من شأنها أن تمنح إيران نفوذا سياسيا وعسكريا أكبر على الساحة العراقية ومن بعدها سورية، خاصة في ظل تقهقر عناصر داعش وخسارتهم لنحو 95% من الأراضي الشاسعة التي كانوا يسيطرون عليها.
أطماع طهران
وتصاعدت المطالب في الفترة الأخيرة، للإدارة الأميركية بالوقوف في وجه التمدد الإيراني على المعابر والمنافذ الاستراتيجية التي ستمكن لها من تنفيذ مشاريعها الطائفية في المنطقة، في وقت تستخدم إيران الميليشيات المحلية لتنفيذ هذه التحركات بدلا من إرسال مقاتليها على الجبهات، وهو ما قد يحدث نوعا من الشرخ الاجتماعي والطائفي بين أبناء الدولة الواحدة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انتقد السياسة الإيرانية في العراق، واتهم طهران بأنها تسعى للهيمنة عليه عبر استغلال فراغ السلطة وخروج القوات الأميركية.
مخاوف التقسيم
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من احتمال تقسيم سورية، مشددا على ضرورة أن تصبح مناطق خفض التصعيد نموذجا للحوار السياسي مستقبلا للحفاظ على وحدة أراضي سورية، مضيفا أن هناك تخوفا محددا من احتمال تحول تلك المناطق إلى نماذج لتقسيم البلاد في المستقبل.
وشدد بوتين على أن موسكو تأمل ببدء شيء من الحوار أو التفاعل بين تلك المناطق والنظام في دمشق، معربا عن ثقته بأن الحوار بين النظام في دمشق والمعارضة المسلحة أمر ممكن كممارسة واقعية في مناطق خفض التصعيد أيضا.
يذكر أن موسكو وطهران، حليفتا النظام السوري، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة وقعوا اتفاقا في العاصمة الكازاخستانية أستانا، ينص على إنشاء أربع مناطق لتخفيف التصعيد في ثماني محافظات سورية، يهدف إلى وقف القتال والقصف.
مطامع إيرانية
القبض على المنافذ الاستراتيجية
تحريك الميليشيات بدوافع طائفية
تأمين ممرات برية من العراق إلى سورية
التوسع في منطقة الشرق الأوسط