حين ظهرت أفلام وتقارير ومسلسلات تتحدث عن وحشية وإجرامKu Klux Klan وغيرها من الجماعات الدينية المتطرفة، لم يعترض الشعب الأميركي أو حتى النصارى في أي مكان، بأنها تهاجم النصرانية! الآن الذي أريد أن أفهمه من الذين يتهمون المسلسل بأنه يهاجم السنة، هل داعش تمثل الإسلام أم لا تمثله؟! حين يعلن المسلسل بأنه يفضح هذا التنظيم من الداخل، كيف يفسر ذلك بأنه يهاجم السنة؟! وإضافة إلى ذلك يأتيك من يدخل مناطق معينة من المملكة ويقول بأن العمل يقصدها! بدأت المحاكمة والهجوم حتى قبل أن يعرض العمل! ومنذ أن بدأ العرض كل يوم تشتد المعارضة حتى قبل أن تكتمل الحلقات!

بعد كل عملية وحشية لداعش كانوا يصرخون أنها لا تمثل الإسلام، إن كانت لا تمثل الإسلام فكيف تمثل السنة؟! ويخرجون علينا بأن جهاد النكاح ليس حقيقة بل فبركة! يا سلام! أقول لهم راجعوا الإعلام التونسي، من برامج اجتماعية وصحافة، كيف تم تناول هذا الأمر! راجعوا شيوخ فتاوى «التيك أوي» الذين أفتوا بجواز هذا الأمر! يا جماعة راجعوا مواقع الإنترنت الحبلى بمقاطع النساء اللواتي تم التغرير بهن ومن وقعت ومن نجت، ركزوا معهن لتتعرفوا على الطرق التي تم بها جرهن إلى الجحيم! وهنالك من يعتقد بأن العمل إهانة للمرأة الخليجية، طبعا من دعم هذه الرؤية الفذة ليست سوى قناة «الجزيرة»! وإن عرف السبب بطل العجب! لا أحتاج أن أتحدث عن هذه القناة وكمية التضليل الذي خرجت به لتأجيج «الدمار العربي»!

إن المرأة الخليجية إنسانة مكافحة مؤمنة ذكية وكغيرها من نساء العالم يوجد بينهن من تم سحبهن تحت شعارات عدة، منها الزواج والعيش في أرض الأحلام المزيفة، أرض الخلافة المزعومة! منهن من أرادت أن تهرب من واقعها الذي كانت ترى فيه تجنيا وظلما، ومنهن من أرادت أن تعيش قصص الروايات التي كانت تسمعها عن سير الأولين وكأن الأمر كبسة زر ويعود الزمن، ومنهن من تحمل كمية رهيبة من الكراهية والغضب ورأت فرصة أن تذهب إلى مكان تُفعّل فيه هذه الكراهية دون حسيب أو رقيب، ومنهن من كانت تبحث عن المتعة في أحضان من تعتبرهم مجاهدين، فتضرب عصفورين بحجر وتقنع نفسها أنها تخدم الدين! وهل هذه الأسباب حكر على النساء اللائي أتين من الخليج؟! بالطبع كلا، فنساء تنظيم الشيطان من جميع أنحاء العالم ونسبة الخليجيات تكاد لا تتعدى الواحد بالمائة إن لم تكن أقل! فكيف تم الحكم بأن العمل يقلل من شأن المرأة الخليجية وهو يظهر أيضا نساء من دول أخرى بنسب كبيرة؟!

ثم يهاجم آخر ويقول بأن العمل لا يظهر سوى شخصيات تريد الهروب بعد إدراك الشرك الذي وقعت به! ماذا تريد أن يركز لك على من تم غسيل دماغه ولم يلاحظ أي من الوحشية؟ ورغم ذلك يقدم العمل هذه النوعية من الشخصيات، خاصة النساء اللائي يقمن بالحراسة، يتحدثن وهن مؤمنات تماما بما يقلنه بلا أي شفقة أو رحمة في قلوبهن! ثم أن شخصيات العمل من جنسيات متعددة لماذا يتم التركيز على أنه يقدم فقط أناسا من دولة معينة أو منطقة معينة؟! وهنالك من يعترض على عنوان المسلسل! بعدما قرأت عن المعنى من عدة مصادر لغوية وعربية ودينية لم أجد ما يجعل العمل يتناقض مع المعنى، جبال سود أو غربان سود، المهم أنهم ظلاميون شوهوا وجه الإنسانية بالإرهاب والتوحش!

نحن نعلم أن الغالبية من القادة لديهم، هم أناس بأمراض نفسية ولديهم نزعات سادية، فلمَ الاستغراب حين يعرض ما يقومون به من اغتصاب وتسخير النساء لمتعتهم والتحرش الجنسي بالأطفال؟! وحوش بشرية وتريدون من يقدمهم على أنهم ملائكة مثلا؟! أما بالنسبة للتجارة بأعضاء البشر، أين المفاجأة في ذلك؟ إن كنتم لا ترغبون في المشاهدة وهذا حق لكم، راجعوا الصحف التركية والأجنبية إن كنتم لا تهتمون بالعربية، لتتابعوا تقارير عن الشبكات التي نشطت منذ بداية الأحداث الدموية، لنقرأ يا أمة اقرأ ولا نعترض فقط لأن فلانا أو علانا اعترض!

قد أتفهم حين يكون الاعتراض موضوعيا مثلا أن يتناول تسلسل الأحداث أو الحوار أو نوعية الكادر والدخول والخروج من المشهد، أو ربما عدم واقعية التحدث في الظلام والقنديل بأيدي من يريد أن يتخفى حتى لا يتم كشفه، أو ربما مشهد التفتيش في بداية الأحداث حين تخبئ إحدى الشخصيات جهاز المحمول في حرام الرضيع وتمر الأم مع الرضيع دون تفتيش إخوة إبليس الذين لا يفوت عليهم شيء! وقد أتفهم نقد الكثير من المشاهد غير الواقعية كأن يحمل الرجل الفتاة الفرنسية ويغطيها إلا شعرها الطويل جدا يبقى مسدولا يتأرجح مع الهواء وهو يمر من نقطة تفتيش ولا أحد على الأقل يقول له «استر المرأة يا رجل»، في مكان يعتبر ظفر المرأة عورة! بمعنى أن هنالك ثغرات لا يمكن أن تبتلع في مجال المهنية، ولكن لا أفهم كيف يتم وشم العمل بأنه يهاجم السنة ومن هذا ينطلق الهجوم! داعش لا تمثل الإسلام نقطة على السطر انتهى!

ثم نجد من يعتبر هذا العمل دعاية لهم لأنه عمل ترويجي لقصص مستهلكة (بمعنى حسب رأيه غير حقيقة)، ويعتبرها ترويجا من قبل القناة ومن خلفها جهات من السعودية والإمارات بتواطؤ مع إيران!! وعليه يجب العودة للأعمال الموثقة لداعش من أجل المصداقية حتى لا يأتي العمل بنتيجة عكسية! الموثقة، نتائج عكسية؟! وهل هنالك أكثر توثيقا من التنظيم الإرهابي لنفسه والمقاطع التي كان وما زال يبثها عن همجيته؟! أو الذين هربوا منه وعادوا إلى أوطانهم وتم إجراء مقابلات معهم على قنوات إعلام بلادهم! أو ربما يظن أن كل من سيتابع المسلسل سوف ينطلق وينضم إليهم بعدما شاهد همجيتهم بما أن الأمر مجرد دعاية؟! برأيي هذا استنتاج غريب، خاصة أن كل ذلك توصل إليه الكاتب بعد مشاهدة حلقة واحدة فقط! ولكن الأغرب أن هنالك من لم يشاهد أي حلقة وقرر الهجوم!

بالنهاية ما أتمناه فعلا أن تعاد الكرَّة خاصة بعدما رأيناه من قوة تأثير مقطع ناصر القصبي في العام الماضي لقد كان بمثابة صدمة أيقظت الكثير ولكن ما زال هنالك أيضا الكثير ممن يحتاج أن يستيقظ، لذا نحتاج أن يقدم عمل ثان وثالث ورابع ومن قبل مؤسسات إعلامية عربية مختلفة عن هؤلاء الوحوش، أعداء الدين والبشرية، إلى أن تفنى وتتبدد بسواعد جيوشنا، بإذن الله تعالى، ومن ثم وعلى شكل دوري يستمر تقديم الأعمال الدرامية والأدبية والنثرية التي تحذر وتنبه حتى لا ننسى أن أبناء الشيطان لطخوا يوما تاريخ أمتنا العظيم بقاذورات أفعالهم! صفحة سوداء يجب ألا تطوى بل يجب أن تعرض على الأجيال القادمة لتتعظ وتحذر وتقوم على تحصين شبابها من الفكر الإرهابي.