سعت الحكومة الإسرائيلية لتعزيز سيطرتها على مدينة القدس الشرقية، في الذكرى السنوية الـ 50 لاحتلال المدينة، وذلك بإقرار خمسة مشاريع تهويدية، تضمنت إقامة قطار هوائي «تلفريك» يربط ما بين جبل الزيتون وباب المغاربة، غربي المسجد الأقصى، في القدس الشرقية المحتلة، وإقامة نفق أسفل حائط البراق غربي المسجد الأقصى، بطول 65 مترا، كذلك تشجيع انتقال مستخدمي الحكومة الإسرائيلية إلى القدس، وإقامة منطقة سكنية خاصة لهم، فضلا عن الدفع باتجاه فرض مناهج التعليم الإسرائيلية على المدارس الفلسطينية في القدس الشرقية، وتعزيز الاستيطان في المدينة.
إجراءات باطلة
أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، بشدة عقد حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في محيط حائط البراق، ومحاولة اتخاذ سلسلة من القرارات لتهويد القدس والبلدة القديمة من خلال المصادقة على عدد من المشاريع والإجراءات المنافية للقانون الدولي، معتبرا جميع هذه الإجراءات باطلة وتنتهك قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بوضع القدس المحتلة. وقال عريقات إن حكومة الاحتلال قررت مع بداية شهر رمضان المبارك وبالتزامن مع الذكرى الخمسين للاحتلال العسكري لفلسطين، إيصال رسالة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، بمواصلة انتهاكها للقانون الدولي، وأنها على ثقة مطلقة أنها لن تدفع ثمناً لتنكرها للشرعية الدولية، مشيرا إلى أن بعض الدول شجعت إسرائيل على ثقافة الإفلات من العقاب بدلاً من إلزامها بالقانون والأعراف الدولية.
تعطيل الجهود الدولية
أكد عريقات أن حكومة الاحتلال تعطل بشكل متعمد جميع الجهود الدولية لإحياء العملية السياسية، وتقوم باستكمال مشروعها الاستعماري لضم الضفة الغربية بما فيها القدس، وتحاول كقوة استعمار تغيير الطابع التاريخي القائم وضم القدس المحتلة بشكل خاص، والذي يعتبر مخالفاً لقرارات الأمم المتحدة كافة، بما فيها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة و«اليونسكو» التي أكدت جميعها على أن القدس مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967. وطالب عريقات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بردع سلطة الاحتلال وسلوكها الاستفزازي، واحترام الوضع القائم في القدس والأماكن المقدسة، وتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات العملية لردع الاحتلال، وإنهائه إلى الأبد.