فيما شككت عدة جهات ليبية وإقليمية في جدوى إعلان تنظيم «أنصار الشريعة في ليبيا» حل ميليشياته رسميا، بدأت المخاوف الأوروبية تتفاقم من عودة نفوذ التنظيمات المتطرفة في ليبيا، وذلك بعد هزيمة تنظيم داعش وطرده من آخر معقل له في مدينة سرت الساحلية العام الماضي. ويحذر خبراء أوروبيون من التداعيات السلبية التي تنتج عن ترك الساحة الليبية مرتعا لنفوذ الجماعات المتشددة، ما لم تتفق الأطراف المتنازعة على حل توافقي ينهي حالة الفوضى والانقسامات التي تعاني منها البلاد، منذ سقوط حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. وكان تنظيم داعش قد بدأ بخسارة مدينة سرت الساحلية أواخر العام الماضي، عقب الضربات التي نفذتها مقاتلات التحالف الدولي بالتزامن مع العمليات العسكرية الميدانية، في وقت تدور معلومات حول إمكانية أن ينتقل مسلحو التنظيم المتشدد من العراق وسورية إلى ليبيا، لجعلها قاعدة خلفية لانطلاق الهجمات ضد الأهداف الأوروبية.
ملاذات آمنة
أشار خبراء ليبيون إلى أن التنظيمات المتشددة تجد ملاذا آمنا في ليبيا، بحكم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به البلاد على سواحل المتوسط والبوابة الخلفية لأوروبا، فضلا عن تنامي حالات الانقسام والفوضى بين الفصائل العسكرية والحكومات المتعددة، وهو ما جعل البلاد مركزا لعمليات الاتجار بالبشر، وتهريبهم من الدول الإفريقية إلى دول أوروبا. وعادت المخاوف الأوروبية من خطورة الوضع في ليبيا، بعد هجوم مانشستر البريطانية، الذي نفذه أحد المنتمين إلى داعش، وينحدر من أصول ليبية، في وقت تقدر بعض الإحصاءات عدد مسلحي داعش بليبيا بحوالي 500 مقاتل، بعد تقلص أعدادهم بالآلاف إثر الضربات العسكرية التي تلقوها مؤخرا.
تعاون الأشرار
رغم العداء الكبير بين تنظيمي القاعدة وداعش، إلا أن تقارير استخباراتية أميركية تؤكد وجود تعاون بينهما في ليبيا، من ناحية تقاسم مناطق النفوذ وتبادل المعلومات الميدانية واللوجستية. وزادت الأحداث الليبية من مخاوف الدول المجاورة مؤخرا، حيث أغلقت دولة تشاد حدودها المشتركة معها، فيما أنشأت الجزائر قاعدة عسكرية قرب الحدود مع ليبيا، في حين أقامت تونس جدارا على طول حدودها مع ليبيا، وذلك خوفا من تدفق المقاتلين الذين ينحدر جلهم من مدينة صبراتة غربي البلاد. كما تسير القوات السودانية دوريات مراقبة على طول الحدود مع ليبيا.