بعد تنظيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي تزامن مع نشاط هيئة الترفية مؤخرا، بدأ الحزبيون العمل بشكل منظم ومكثف في الظلام وبعيدا عن الأضواء، خاصة في برنامج «الواتساب». كمٌّ هائل من مواد التحريض والتهييج يتناقلها الناس في إعلام موازٍ لا يمكن السيطرة عليه، ولكنه الأقوى تأثيرا على المجتمع. استغلال مواقف بسيطة وطبيعية وتضخيمها تحت شعار «انظروا ماذا يحدث في بلاد الحرمين»!!

مع إضافة بعض الآهات الحزينة وصراخ المحذرين المتباكين، حتى يتخيل الناس أننا نعيش في تعرٍّ ومجون.

صوروا لنا أن الانحلال هو سمة مجتمعنا إذا راحت سلطتهم. معاركهم التي يخوضونها ويحاربون من أجلها ويهيجون الناس عليها ليست معارك أخلاقية كما يتصور المخدوعون بهم. إنها معارك «نفوذ وسلطة»، وسيفعلون المستحيل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق «الحلم». وكما قال أحدهم بكل وقاحة بعد أن انفضح بتناقضاته أمام الناس «إن المصلحة الكبرى مقدمة على المفسدة الصغرى».

هذا الأسلوب الميكافيلي بالتعامل مع المبادئ والقيم لتحقيق مآربهم تحت ذرائع دينية، يوهم الناس بأن حراكهم نبيل والمشاركة فيه تقرب لله ونصرة للإسلام.

الذي يحدث الآن في الظلام سنجني آثاره في المستقبل القريب. الغضب الذي يوقدونه ويؤججونه في الخفاء لا بد أن تكون له ردة فعل، وسنعاني منه كثيرا إذا لم نستوعبه كأفراد وكمجتمع. عانينا من الإرهابيين وما زلنا نعاني، رغم أنهم فئة قليلة جدا مقارنة بجمهور هؤلاء، الذي يعرفون جيدا كيف يستهدفونه.

إذا تحولت المعارك للظـلام فهذه منطقتهم التي يبدعون فيها ويعرفون دهاليزها. الأخطر من ذلك أنهم يستطيعون الانسحاب متى ما رأوا الخطر يداهمهم، عندها سيتبرؤون من أتباعهم كما فعلوا سابقا وسيفعلون مستقبلا.