تقول بيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية هذا الأسبوع إن عدد المواطنين والمواطنات بلغ 20.4 مليون نسمة.
ركز هنا: تفوق نسبة الذين أعمارهم بين 25 و44 عاما ثلث العدد الإجمالي.. أي ما نسبته 40% من العدد الإجمالي للسكان!
نحن أمام تزايد سكاني - لا أميل لوصف الحالة بالانفجار - تشهده البلاد خلال العقد الأخير.. وهذه الملايين من الشباب «نعمة كبيرة» إذا ما تم بناؤها بشكل جيد.. لسنا بحاجة لتأليف القصص؛ اليابان وسنغافورة أبرز مثالين أمامك في العالم.. استثمرتا في الإنسان وحده؛ لتصبحا ضمن أغنى دول العالم!
الذي يميزنا عن غيرنا، أن قرابة نصف السعوديين هم في سن الشباب.. «رأس مال مهم».. أمامك مثال آخر لقدرات الشباب نكرره دوما.. شركة «أبل» التي تتجاوز بأرباحها دولا إفريقية تنام على موارد طبيعية هائلة.. الفرق هنا: عقول بشرية تنتج أفكارا تدر أرباحا تقدر بالمليارات!
سأقتصر الحديث اليوم لاعتبارات المساحة على المجالس الشبابية في السعودية.
عام 2013 لم تكن المجالس الشبابية معمول بها فعليا في بلادنا، باستثناء مكة المكرمة وعسير والقصيم ومنطقة أخرى لا تحضرني الآن.. طالبت حينها بتعميم مبادرة «المجالس الشبابية» في جميع مناطق بلادنا.. كنت وما زلت أتحمس كثيرا لمثل هذه المبادرات الحضارية التي تتعلق بالشباب؛ لأن احتواء الشباب وإشراكهم في مسيرة التنمية إضافة لقيمته المستقبلية، فهو يقطع الطريق على أي أصوات تتهم الدولة بتهميش هذه الشريحة المهمة.. ناهيك عن أننا بهذه الممارسات الحضارية نقدم للوطن كما ذكرت قيادات وعقولا شابة هي رهاننا المستقبلي.
هناك مناطق استمعت لصوت الشباب، ووظفت حماسهم، وبدأت في الاستفادة من طاقاتهم وجهودهم، لكن المسألة لا تزال خاضعة لقناعات وحماس ورغبة إمارات المناطق.
أعيد اقتراح سبق طرحه هنا: يفترض أن يكون هناك تنظيم رسمي مؤسسي لهذه المجالس الشبابية في بلادنا، وآلية عمل تحدث لها نقلة حقيقية، تشمل التدريب وتهيئة الظروف للإبداع وغيرها، بحيث تشمل - أو تُلزم بها - جميع المحافظات السعودية، منعا للاجتهادات الخاطئة، وتداخل المسؤوليات، أو تجاوزها.