يجلس البعض في منزله، يشعر بالملل.. صيف.. إجازة طويلة.. فراغ.. رتابة.. يبحث عن حجوزات أو خيارات ملائمة للسفر فلا يجد..
ما الحل؟ - لابد من السفر.. يلتفت إلى أفراد أسرته بجواره: «وش رأيكم نأخذ عمرة»؟!
- يرد العيال بصوت واحد: «فكرة.. ليش لا.. نغير جو»!
- ترد أم العيال: «إي والله خوش راي، نتسوق في جدة ونأخذ عمرة.. مشينا»!
- هكذا.. الفكرة والقرار في نفس الدقيقة..
يوم أمس خرج مفتي البلاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قائلا: «الإكثار من أداء العمرة في المواسم التي يكثر فيها الزحام (إضرار بالناس)»، مؤكدا - حسبما نشرت عكاظ - أن «العمرة الواحدة تكفي، وأن البقاء في المسجد الحرام للصلاة والذكر أفضل من الذهاب للعمرة لأكثر من مرة»..
البعض تطغى عليه الأنانية في بعض العبادات.. والأنانية طبعٌ بشري ذميم.. «أنا ومن بعدي الطوفان».. لا يضع أي اعتبارات لما يحدث نتاج قراراته.. وهذا من عدم عقل الأمور من وجهة نظري.. ولست ضد تكرار زيارة بيت الله الحرام.. فأنا من الذين يكررون الزيارة، «وما أنا إلّا من غَزيّة إن غَوَت.. غَويتُ، وإن تَرشد غَزيّة أرشدِ».. بل إن الشوق يجذبني إليه وأنا أكتب هذا المقال.. لكن الأمور لا تدار بهذه الطريقة..!
في أحد الجوامع قبل أيام أغلق أحد المصلين الطريق بسيارته على الناس، مثل هذا يفترض منعه من الصلاة في المساجد.. ديننا منع من هو أقل ضررا منه من الاقتراب من بيوت الله.. فكيف بمن يمتد ضرره من المصلين إلى العابرين خارج الجامع!
أثناء العبادات يفترض أن يصارع الإنسان وحش الأنانية داخله.. ويتجرد من كل نزعاته الفردية التي تجعله لا يرى سوى نفسه.. بمعنى: الحلال موجود حيثما تكون مصالحه الشخصية.. ولذلك لابد من وضع حد - بالفتوى أو غيرها - لممارسات الذين جعلوا من أداء «العمرة» مجرد فقرة في برنامج سياحي.. أو خطوة لكسر الملل والرتابة و«تغيير الجو» والفرفشة مع الأصدقاء!