كشف الفنان ضياء عزيز عن إقبال مكثف من مدن وقرى صغيرة على المشاركة في جائزة البورتريه التي تحمل اسمه، والتي دشنت بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة في مارس الماضي. ضياء قال لـ«الوطن»: إن عملية استقبال المشاركات ما زالت مستمرة، وستنتهي في آخر يوليو المقبل، لافتا إلى ورود مشاركات من خارج المملكة، رغم أن الجائزة مقتصرة على الداخل! مشيرا إلى أن الجائزة مكونة من (درع مصمم خصيصا لها + 30 ألف ريال، بالإضافة إلى شهادة استحقاق). وقال «أتمنى أن تسهم الجائزة ولو قليلا في إثراء الحركة التشكيلية في هذا البلد الحبيب، وأن تشعل روح المنافسة والتفوق بين الفنانين لينتج عنها فن راق، منافس لأعظم الأعمال الفنية في كبرى متاحف العالم«.


اكتشاف فن عصر النهضة


كان إطلاق الجائزة كأول مسابقة معنية بفن البورتريه في المملكة مثيرا للفنانين السعوديين، وحافزا لاستعادة اسم هانس هولباين الصغير أحد أكبر رسامي اللوحات الشخصية (بورتريهات) في عصره. والذي احتفل قبل سنوات بمرور 500 عام على ولادته، تخليدا لذكرى أول رسام كبير أحضر إلى بريطانيا تقليد رسم الصورة الشخصية بالطول الكامل للإنسان، ونظم جاليري لندن سلسلة عروض بعنوان «الصناعة والمعنى» لإعادة اكتشاف فن عصر النهضة. كانت لوحة السفيرين لهولباين من أهم اللوحات المعروضة، بوصفها واحدة من بدايات عصر التصوير الزيتي.

اللوحة كان يعتقد بأنها بورتريه بالحجم الطبيعي الكامل لرجلين من بلاط هنري الثامن، وفي عام 1900 تقرر أنهما ديبلوماسيان فرنسيان التقيا في بلاط الملك، وبما أنهما صديقان قديمان استغلا فرصة وجودهما هناك وطلبا من رسام الملك هولباين أن يرسم صورة مزدوجة لهما، وهو ما حصل عام 1533 حيث أنجز الرسام أفضل صوره الشخصية وواحدة من أروع نلك الصور في تاريخ الفن.





آفاق على التراث العالمي


يقول الفنان أحمد فلمبان: تظهر اللوحة براعة هولباين وطريقته المميزة في الرسم بالزيت ومقدرته على إظهار سطوح الأشياء وحيويتها، خصوصا أنواع المنسوجات كالساتان والفراء والمخمل وهي لوحة مليئة بالأشياء وكأن هولباين عندما رسمها أراد التغني بأنواع المهارات والصناعات في عصره.

ويؤكد فلمبان على أن جائزة ضياء لفن البورتريه لابد أن تترك أثرا على الحياة الفنية في المملكة، وتفتح آفاقا على التراث العالمي لهذا الفن العظيم، واستحضار رموزه الفنية ومنهم هولباين الذي أنجز في انجلترا مجموعة كبيرة من البورتريهات بالحجم الطبيعي بعد أن استقر فيها عام 1532 أوصلته إلى منصب رسام الملك هنري الثامن الخاص للبورتهريهات وتزيين الكتب والديكور المنزلي وتصاميم المجوهرات والأردية الرسمية، كما أن صوره الشخصية الـ150 هي جزء من نتائجه خلال 11 عاما من عام 1532 حتى وفاته عام 1543 بالطاعون.


هانس هولباين الصغير


* فنان ألماني من عصر النهضة


استهوته الحركة الإنسانية (قامت في عصر النهضة ودعت إلى إحياء الآداب والفنون الكلاسيكية) في شبابه


والده هو الرسام هانس هولباين الكبير


* ولد في آوجسبورج سنة 1497 وتوفي في لندن سنة 1543


نفذ مهمات تتعلق برسم مختلف الشخصيات في إنجلترا


نال حظوة عند ملوك إنجلترا وأصبح رسام البلاط المفضل


انتقل إلى إنجلترا نهائيا عام 1532


*جاءت أعماله الدينية لهذه الفترة لتبرز مدى تأثره بالحركة الكلاسيكية الإيطالية


* استقر في مدينة بال السويسرية في حدود سنة 1515