آخر الأخبار عن السيد جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" الذي أطلق 500 ألف وثيقة، هي أنه متهم بالتحرش الجنسي ضد الأطفال في السويد، ورفعت ضده قضية تم إسقاطها ثم تم رفعها مرة أخرى.
صاحب الوثائق التي أربكت العالم, لم يستطع الصمود أمام أسئلة مذيعة CNN عن سلوكه الشخصي، وهدد أن يخرج من اللقاء ثم فعل ما قال به, وهذا نتيجة أزمة نفسية لديه حاول تجاوزها بمجد عالمي، حين وصلت إليه دون غيره وثائق سربها جنود وموظفون أمريكيون يعملون في الحكومة الأمريكية تضرروا من الحروب التي قادتها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش.
التضخيم الإعلامي لمسألة ويكيليكس شكّل أزمة, ومن يقوم بتصفح الوثائق يجدها عبارة – في الغالب – عن إيجازات إعلامية تقوم بها السفارات الأمريكية في مختلف دول العالم عن تفاصيل الحياة اليومية في تلك الدول. هي في غالبها تجسس, ولكنها في الحقيقة عمل طبيعي تقوم به جميع السفارات في أنحاء العالم.
كل الساسة يعرفون علاقتهم ببعضهم البعض, وكل الخارجيات في العالم تعرف ما تقوم به كل واحدة على حدة. ولا يمكن أن يشك أحد – مثلاً – في كراهية إسرائيل لإيران أو العكس, ومن هنا كان هيجان العامة وطيرانهم بوثائق ويكيليكس ومحتواها. لكن الساسة يعرفون حقيقة الأمر وسوء نوايا كل دولة ضد الأخرى.
الغريب أن سلوك السيد أسانج لم يثر الكثير من الصحفيين الذين تناولوا تلك الوثائق، فإذا كان صاحب الموقع وناشر الوثائق صاحب جرائم وسوابق في التحرش الجنسي بالأطفال -كما أشيع- وإذا كان معارضاً لنشر الحقائق وسؤاله حول طبيعة سلوكه النفسي, فمن حق الجميع الغضب من شخص متناقض في نشر إيجازات إعلامية أسماها بالوثائق في موقع ويكيليكس. العامة تلقفتها بحماس, والساسة وحدهم من يعرف التفاصيل.