استباحت إسرائيل مدينة القدس الشرقية في الذكرى السنوية الخمسين لاحتلالها عام 1967. وأكد الوجود العسكري الإسرائيلي المكثف بالمدينة، خاصة في أزقة البلدة القديمة ومحيطها، أن المدينة محتلة بالكامل. كما نظّم مستوطنون تحرسهم قوات الاحتلال، مسيرات استفزازية في البلدة القديمة من المدينة. وبالتزامن فقد اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى المبارك، وسط عمليات استفزاز واسعة للحراس، واعتقال وضرب عدد منهم.

واحتفلت تل أبيب أمس، بالذكرى السنوية الخمسين لاحتلال القدس الشرقية، بمشاركة واسعة من الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين. وتم تنظيم مسيرات استفزازية في شوارع الحي الإسلامي في البلدة القديمة من المدينة وسط استياء واسع من قبل السكان. وتم في المسيرات التلويح بأعلام الاحتلال، وترديد الشعارات المعادية للعرب والمسلمين. ومنذ ساعات الصباح المبكرة اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد على شكل مجموعات، كل واحدة منها تضم 50 شخصا، بحراسة ومرافقة عناصر من الشرطة. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى، واعتدت على مجموعة منهم بعد أن تصدوا لمستوطن متطرف قام بإلقاء نفسه على الأرض، وحاول مع آخرين أداء صلوات تلمودية بشكل جماعي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن أكثر من 700 مستوطن اقتحموا المسجد أمس.

وعلى الرغم من مرور 50 عاما من الاحتلال فإن الحكومات الإسرائيلية لم تنجح في تهويد المدينة. وبنهاية عام 2015 بلغ عدد سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي 865 ألفا و700 نسمة من بينهم 323 ألفا و700 نسمة «37.4 %» من الفلسطينيين، و542 ألفا «62.6 %» من اليهود وغيرهم، بما يشمل مسيحيين غير عرب، ومن لم يسجلوا أنفسهم ضمن دين محدد. وعادة ما يسبب ارتفاع نسبة المواطنين الفلسطينيين في المدينة حالة من القلق لحكومة الاحتلال، بعد أن كانت قد قررت مطلع فترة السبعينات ألا تزيد نسبتهم عن 22 % من عدد سكان المدينة بشطريها، ? وتسعى السياسات الإسرائيلية إلى الحد من نسبة السكان الفلسطينيين لصالح المستوطنين الذين يتم بناء المستوطنات لهم من أجل إيجاد أغلبية واضحة لليهود في المدينة