ما إن استقلّ حكام ورؤساء 50 دولة عربية وإسلامية، طائراتهم، متجهين إلى بلدانهم، بعد أن جمعتهم قمة مع الرئيس الأميركي في الرياض، لتأسيس شراكة لمكافحة التهديدات الدولية للإرهاب، حتى استيقظت وسائل الإعلام العربيّة على تصريحات لحاكم قطر تؤكد عمق العلاقة ما بين دولته وإسرائيل المحتلّة، مطالبا بعدم التصعيد مع إيران، كونها دولة إسلامية، رغم تدخلاتها في شؤون الدول العربية. وهو ما شكَّل مفاجأة كون الأمير القطري كان من الموقعين على البيان الختامي للقمة الذي شدد على ضرورة التصدي للتنظيمات الإرهابية. كما أدلى بتصريحات متضاربة تحدثت عن «حتمية العلاقة مع إيران»

و«عدم الحكمة في معاداتها»، وعلاقات بلاده مع حماس وحزب الله وحركة الإخوان المسلمين، ووصفها لها بأنها «حركات مقاومة»، إضافة إلى هجومه المفاجئ على الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والحديث عن أنه «يواجه مشاكل قانونية في بلاده»، وهو ما أشار بوضوح إلى توتر في علاقات واشنطن والدوحة. إضافة إلى اعترافه الصريح بوجود علاقات جيدة لبلاده مع إسرائيل.



اختراق إعلامي

أكد القائد السابق لقاعدة الملك خالد بخميس مشيط، اللواء طيار ركن متقاعد محمد القبيبان العجمي، في تصريح إلى «الوطن» أن مواقف قطر السلبيّة مع المملكة ودول الخليج ليست جديدة، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يعود إلى تدخّل أيدي أجنبية لإدارة شؤون الدولة إعلاميا، مما دفع الجهات المعاديّة إلى الاصطياد في الماء العكر، رغم الدعوة المستمرّة للوحدة الخليجية. وأضاف أنه إذا كانت وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقها كما تقول الدوحة فإن الواجب كان يقضي عليها إعلان ذلك بشكل رسمي، والإعراب عن الموقف الصحيح، إلا أن ذلك لم يحدث للأسف. وأعاد العجمي أن هناك مواقف سابقة من قطر تجاه دول مجلس التعاون، رغم احتواء السعودية لتلك السياسات التي وصفها بأنها «مغامرة». مؤكدا أن الرياض ظلت تتعامل مع الدوحة بمنتهى الحكمة، انطلاقا من أن قطر دولة شقيقة، نتشارك معها في الروابط الاجتماعية والدين واللغة، وتجمعنا بها صلة القربى. لذلك فإنها عندما ترى من أشقائها بعض التصرفات السلبية التي تمس بأمن المنطقة، تحاول أن تحتوي الأمر، بطرق دبلوماسية.

تصريحات مسؤولة

أوضح العجمي، أن التصريح بالاحتماء بقاعدة العديد، يعتبر صاحبه مسؤولا عنه، كونه يحتمي بها من الدول المجاورة، في ظلّ ظهور العديد من التساؤلات عن الدول المجاورة غير المملكة، التي يجمعها بقطر عمق استراتيجي، ولا يوجد لقطر أي حدود مع دولة أخرى غير السعودية. وذكر أن اعتبار إيران دولة إسلامية لا ينطبق ذلك إلا عليها كشعب، موضحا أن نظام الحكم فيها غير إسلامي ومن الأنظمة المارقة، مطالبا بعدم تسميتها بـ«الدولة» ولا التعامل معها حتى تعديل سياستها.

وأشار العجمي، إلى أن ما تقوم به إيران تم التطرق له في القمم السابقة بشكل واضح، مؤكدا أنه منذ بدء الثورة الخمينية والوضع من سيئ إلى أسوأ في المنطقة.

وقال «لن نقول إن قطر تريد أخذ أكبر من حجمها، لكنها في ظلّ قيادتها الحالية لمسنا بعض التغيرات، ومع أن لكل دولة مصالحها السياسة، لكن يجب ألا ننسى أن دول الخليج كتلة واحدة، والسبب في تجمعها هو تحييد الخطر الإيراني للمنطقة». واختتم بالقول إن سكوت الدوحة عن الإساءة التي تصدر عن الإعلام المحسوب عليها، لا يجب أن يتأخر أكثر من نصف ساعة، من خلال ظهور القادة ونفيهم لهذه التصريحات، مؤكدا أن هذا السكوت يشكك بوجود تصريحات خرجت من المسؤولين.