لم يكن ما نقلته وكالة الأنباء القطرية من تصريحات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بشأن نجاح قطر في بناء علاقات قوية مع إيران، نظرا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي و إسلامي، وأنه ليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وليد اللحظة، بل سبق ذلك تاريخ حافل بالتصريحات المماثلة بشأن قرب العلاقات القطرية الإيرانية في الوقت الذي تموج به عدد من الدول العربية في صراعات مميتة تسببتها تدخلات وزعزعة إيران.


الإشادة بطهران في الأمم المتحدة

أمام الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، مجّد أمير دولة قطر إيران ليؤكد أن علاقة بلاده مع طهران تنمو وتتطور، بخلاف ما يتم الاتفاق عليه خليجيا، مضيفا أن إيران دولة جارة مهمة، وأن التعاون بيننا وبينها هو في مصلحة المنطقة. العلاقات الثنائية بين قطر وإيران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة والجيرة الحسنة، ولا يوجد أي خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا.


تحدي جامعة الدول العربية

صبّت معظم تصريحات المسؤولين القطريين في المؤتمرات والمناسبات العالمية والعربية كلها، في مصلحة إيران والتقرب منها، وظهر ذلك واضحا في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية للقمة العربية في دورتها الـ26 في مارس 2015 بشرم الشيخ، حيث قال أمير قطر «نحن ننظر بإيجابية تامة إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميا، كان هذا نهجنا دائما في دعم السلام والاستقرار في منطقة الخليج، وفي هذه المناسبة نؤكد على علاقة حسن الجوار التي تقوم على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، وأن تعدد الطوائف والمذاهب في أمتنا العربية هو مصدر ثقافي وحضاري، إنه جزء من هويتنا العربية المركبة، وليس سببا للتدخل في الشؤون الداخلية».





تمجيد الانتخابات الإيرانية

توسعت قناة الجزيرة القطرية كثيرا في تغطية الانتخابات الإيرانية، فيما خصصت مساحات صغيرة لـ3 قمم تاريخية عقدت في الرياض، ليهنئ أمير قطر الرئيس الإيراني حسن روحاني بفوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية.


نصائح لدول الخليج

في تصريحات حديثة لوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نصح دول الخليج أن تقيم علاقات طيبة مع جارتها إيران، مشجعا إقامة حوار بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي ككتلة واحدة.


المشاركة في الغاز

قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تصريحات صحفية، إن إيران جارة يجب أن نتعامل معها، ونتعامل معها باحترام، ونتشارك معها في بعض الموارد، مشيرا إلى حقل «بارس» في الخليج، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، والذي تتشاركه قطر مع إيران، ومشددا على أهمية تأسيس ما وصفه بإطار إيجابي للتعامل مع طهران يُوضع من كل دول مجلس التعاون الخليجي.


سياسات خاصة

نفى وزير خارجية قطر صحة وجود خلاف بين مواقف دولته ومواقف دول الخليج الأخرى حول إيران «المواقف الرسمية الواضحة تؤكد أنه لم يتغير شيء حتى الآن في علاقتنا في قطر مع إيران، ولا يزال السفير القطري في إيران موجودا في الدوحة ولم يعد إلي إيران». وشدد وزير خارجية قطر على أن كل دولة في مجلس التعاون لا تُفرض عليها سياسيات موحدة نحو جميع القضايا، وأن لكل دولة الحق في وضع سياساتها الخاصة، ورغم ذلك أكد أنه عندما يخص الأمر «الأمن الخليجي الجماعي،» فإن ذلك يمثل أرضية مشتركة لدول الخليج «لن تخرج عنها قطر».


لا مواجهة

تابع الشيخ محمد «لا أعتقد أن هناك دولة من دول الخليج لا تريد أن تكون لها علاقات طيبة مع إيران، أما مسألة كيف نصل إلى هذه العلاقات، فنحن لا نعتقد أنها ستكون بالمواجهة، صحيح أن هناك مواجهات في أماكن مختلفة، وتكون إيران تقف مع طرف والخليج يقف مع طرف آخر، ولكن المسألة كلها لن تُحل إلا على طاولة الحوار، ولذلك نحن نشجع أن يكون هناك حوار بين دول مجلس التعاون ككتلة واحدة، وإيران في المقابل، وهذا ما اتفق عليه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ووجّهونا فيه منذ عام تقريبا، عندما طلب الرئيس الإيراني الدخول في حوار مع دول الخليج».


القمة العربية الـ25

في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية الـ25 في الكويت، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، على العلاقة الأخوية التي تجمعه بمصر الشقيقة الكبرى، قائلا: «كل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها الذي ضرب أمثلة مشهودة في التعبير عن تطلعاته، ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار السياسي المجتمعي الشامل». مضيفا: «نحن هنا جمعيا ندين الإرهاب ولا خلاف في هذا الموضوع، وللإرهاب مفهوم محدد، إنه استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية، ولا يجوز أيها الإخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا، فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدل أن يعزله، كما لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده».


تضارب المواقف

في كلمته التي ألقاها في القمة العربية الأخيرة الـ28، بحضور القادة وزعماء العرب القمة والمنعقدة في البحر الميت بالأردن، وهي القمة التي انسحب منها الوفد المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال إلقاء أمير دولة قطر كلمته التي قال فيها «إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة، هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها على أنها إرهابية، على الرغم من أنها ليست كذلك؟ وهل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم؟».

مضيفا، أن «مكافحة الإرهاب هي قضية استراتيجية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وأمنية، وهي أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة».


اغتيال رفيق الحريري

التقى أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد آل ثاني، المرشد علي خامنئي في ديسمبر عام 2010

بطهران، وصرح الأخير وقتها مؤكدا أن أي قرار تتوصل إليه المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، سيكون قرارا باطلا، وجاء ذلك خلال اجتماعه مع أمير قطر السابق.