في كثير من نقاشاتنا نسمع دائما أن وجهات النظر يجب أن تحترم مهما كان الاختلاف. وصار الناس يرددون هذه العبارة لدرجة أنها أصبحت من المسلمات التي لا تقبل النقاش.
ولكن عند طرح هذا السؤال: هل حقا كل وجهة نظر تستحق الاحترام؟
هنا يبدأ الفرز، ويعتقد البعض أن خطوطهم الحمراء هي خطوط كل الناس، وكل المجتمعات. فيقول أحدهم كل وجهة نظر تستحق الاحترام طالما أنها لا تمس الدين، ويقول آخر كل وجهة نظر تستحق الاحترام طالما أنها لا تمس الثوابت الوطنية، وقد يأتي ثالث ويجمع بين الأول والثاني. وبغض النظر عن هذه الحدود الحمراء وماهيتها فنحن لسنا ملزمين باحترام جميع وجهات النظر.
لست مجبورا على احترام أي وجهة نظر كانت سببا في تخلفنا وعائقا أمام مستقبلنا. هناك فرق بين عدم احترام وجهة النظر وبين مصادرتها. من حقك أن تقول وجهة نظرك مهما كانت، وكذلك من حقي ألا احترمها، وهناك أيضا فرق بينك أنت وبين وجهة نظرك. عدم احترامي لوجهة نظرك لا يعني عدم احترامي لشخصك. أحيانا المبالغة في المثاليات تجعلنا نعيش في عالم آخر مختلف عن الواقع، عالم مليء بتنظيرات خيالية بعيدة كل البعد عن حقيقتنا. أكثر ما يغيظ هو تبني الناس، خاصة النخب، عبارات ومقولات لتصبح مسلمات بدون إعادة مراجعتها. هذا الأمر يجعلنا نعيد النظر فيمن نعتقد أنهم نخب ورموز للثقافة والعلم عندنا.
ختاما من حقك ألا تحترم وجهة النظر المطروحة في هذا المقال أو أي من مقالات الكاتب.