أتفهم غضب مشجعين نصراويين من إعلامي يميل إلى فريقهم، عندما يشيد بتفرد هلالي، فالمشجعون في الغالب يُفضلون الإعلامي الجلّاد الذي ينشغل عن نقد ناديه المفضل بجلد منافسه، كما هم المفضلون من إعلاميي الهلال والنصر لدى غالبية مشجعيهما، غير أنّ غضب إعلاميين نصراويين غير مبرر، فالإعلامي يلتقط التفرد في كل ناد، فيبرزه ويشيد به ويقدمه كنموذج إيجابي يُحتذى، كما يلتقط التجمد في كل نادٍ فينتقده ويقدمه كخلل سلبي يُجتنب.
قلت هنا الخميس الماضي إنّ البطولات التي يحققها الهلال بقيادة رئيسه لا تفرضه على الكرسي لأكثر من دورتين كما هو دستور الرئاسة الأميركية، هذا تفرد لا وجود له في أندية أخرى ومنها النصر، أُضيف هذا الخميس تفرداً آخر: من البداية أدرك الهلاليون خطورة ربط حضور ناديهم المستمر بشخص مهما كان وجوده المرحلي، هذا ليس في الأهلي الذي ارتبط بالراحل عبدالله الفيصل ثم بالحاضر خالدبن عبدالله، وليس في النصر الذي وقف عند الراحل عبدالرحمن بن سعود وها هو يتجمّد عند فيصل بن تركي.
الاتحاد ربطوه بمنصور البلوي رغم بعض المعارضين، الهلاليون يحفظون تاريخ (رجال الكيان)، ويحافظون عليه منذ الراحل عبدالرحمن بن سعيد وحتى الحاضر نواف بن سعد، ولكنهم يقفون بهم دون الكيان وينتقدونهم، بل ويطالبون باستقالتهم، ولا أدل على هذا من عدم استمرار المؤسس بالرئاسة حين عاد إليها عام 1990 دون أنْ تشفع له مكانته التاريخية، وكذلك الأمر لمن حقق الفريق في رئاستهم تسعا وثماني بطولات.
(الهلال أولا) سر الفريق ووصفته السحرية عند شرفييه وإعلامه وجماهيره، لذلك بقي منذ عام 1977 منافساً ثابتاً على بطولة الدوري، بينما تحضر الفرق المنافسة وتغيب وفقاً لما يتوفر لها من عمل مرحلي غير ثابت نتيجة ربط نجاحها بأشخاص وليس بتجدد إمكاناتها وتصاعد طموحاتها.
في القاموس الأزرق لا وجود لسؤال يطرحه الاتحاديون والأهلاويون والنصراويون، من البديل؟
بديل الهلال هلالٌ وما على الآخرين كل الآخرين إلا تحرّي رؤيته كلما ظنوا أنه غاب!