قمة الشعور بالألم، أن تشاهد من عشقته منذ نعومة أظفارك يتألم ويتوجع أمام ناظريك، وأنت لا تستطيع أن تحرك ساكنا من أجل إنقاذه، سوى طرح آرائك التي لم ولن تروق لمن ظلوا يعتقدون واهمين طوال الموسم أنهم على صواب، حتى خرج الملكي خالي الوفاض بطوليا، لتتجرع جماهيره الحسرة بكل أشكالها.
فما حدث للأهلي هذا الموسم هو نحر لمدرّجه العاشق بشكل مؤلم، وقتل لطموح عشاقه بدم بارد، دون اكتراث بكل الأصوات العاشقة التي ظلت طوال الموسم تحذر من النهايات الكوارثية، إذ لم تجد كل تلك الأصوات آذانا صاغية من إدارة النادي التي نجحت باقتدار كبير في كسر جميع أرقامه القياسية، التي لو اجتمع منافسوه عن بكرة أبيهم لما استطاعوا تكسيرها، بل وتحطيمها بهذه السرعة والدقة المتناهية. ولأن موسم الأهلي انتهى بطوليا بغض النظر عن مسألة تجاوزه دور الـ16 آسيويا من عدمها، فعلى الأهلاويين أن يعوا جيدا أن ما حدث في هذا الموسم كان درسا بليغا وأليما. وأوضّح -بما لا يدع مجالا للشك- أن النادي بات في حاجة ماسة إلى حلول جذرية، بعيدا عن المسكنات الوقتية التي أثبتت الأيام أنها لم تُجْدِ نفعا مع عمل إداري وفني شوه بطريقة أو بأخرى كل جماليات الكيان الكبير، فما قام وما زال يقوم به جمهور وأعضاء شرف وإعلام هذا الكيان، من دعم وتحفيز طوال الفترة الماضية من أجل إنقاذ موسم ناديهم، عمل يشكرون عليه، ويستحقون الثناء عليه، لكن لن يصلح العشاق والمحبون ما أفسده العمل العشوائي، الذي لم يكن يليق أن يحدث في الأهلي المعروف بأنه عرّاب العمل المؤسساتي المنظم، الذي كان يضرب به المثل بين جميع الأندية، قبل أن يتم تشويهه وتدميره بشكل كامل في هذا الموسم الذي بات لزاما على الأهلاويين اعتباره موسما للنسيان، حتى وإن ما زالت جراحهم غائرة بسبب الكوارث النتائجية التي حدثت خلاله.