أكد نشطاء ميدانيون داخل العاصمة صنعاء، أن وزارة الصحة التابعة لحكومة الانقلابيين منعت وصول الحالات المصابة بوباء الكوليرا إلى المستشفى الجمهوري الواقع وسط العاصمة، في وقت أعلنت الميليشيات عن حالة الطوارئ الصحية في العاصمة، نتيجة انتشار الوباء بشكل كبير بين الأهالي والسكان. ويتهم نشطاء يمنيون المتمردين بالتسبب في انتشار الوباء، بسبب تكدس أكوام النفايات في الشوارع والأحياء، عقب إضراب عمال النظافة عن العمل، بسبب تأخر صرف مرتباتهم، ومصادرة المعونات الطبية والأدوية، وبيعها في السوق السوداء، لتمويل الحروب في الجبهات. وأوضحت مصادر طبية داخل المستشفى الجمهوري وجود حالة وفاة جديدة، أول من أمس، بسبب الوباء، ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 11 حالة في المستشفى الجمهوري وحده، وذلك من أصل 300 حالة تم استقبالها منذ بدء تفشي المرض أواخر الشهر الماضي. وأشارت المصادر إلى أن إدارة المستشفى نقلت 150 مريضا إلى مراكز طبية أخرى، وتبقت نحو 44 حالة أخرى داخل قسم الطوارئ بالمشفى، فيما خرج الباقون في وقت سابق بعد تعافيهم جزئيا من المرض.
انهيار الصحة
أبدى العديد من المراقبين مخاوفهم من تفشي الوباء إلى مناطق أخرى خارج العاصمة، خاصة المديريات التي شهدت تدهورا في خدماتها الصحية والمعدات الطبية، نتيجة الحصار الذي تفرضه الميليشيات على أهالي المحافظات. وكانت عدة مصادر ميدانية أكدت أن الميليشيات تعمل على تحويل المستشفيات إلى أوكار لتخزين الأسلحة والمجندين، خاصة في المحافظات التي تشهد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لافتة إلى أن الميليشيات تمنح الأولوية للجرحى من مقاتليها، وترفض استقبال المدنيين. وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أرسلت مؤخرا مجموعة إعانات طبية تشمل أسِرّة وأثاثا طبيا وأدوية لعلاج المرض إلى مستشفيات العاصمة صنعاء.
تضليل إعلامي
بحسب نشطاء، بدأت العناصر الحوثية توزيع منشورات داخل العاصمة وكتابات على الجدران، تحمّل فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب المسؤولية عن تفشي الكوليرا، الأمر الذي أثار سخرية الكثير من الناشطين على الشبكات الاجتماعية، ووصفوا الجماعة بأنها تحاول التبرؤ من كافة الأخطاء التي تقع تحت سيطرتها بترويج الأكاذيب. ويأتي ذلك بعد ما نشرت منظمة الصحة العالمية تقديرات تشير إلى أن 7.6 ملايين يمني يعيشون في مناطق معرضة لخطر انتقال المرض، متوقعة ارتفاع عدد حالات المصابين إلى 76 ألف حالة إضافية في 15 محافظة، إذا لم تحدث استجابة عاجلة لمواجهة الوباء، وبدأت الموجة الجديدة للكوليرا بالانتشار في اليمن منذ أسبوعين تقريبا، بعد انحسار الموجة الأولى في مارس الماضي.
تجاوزات الميليشيات
- التكتم على عدد الموتى
- التسبب في انتشار المرض
- منع استقبال المصابين
- مصادرة الأدوية والأمصال
- رفض علاج المدنيين