عام 1951 تعدّل دستور الولايات المتحدة الأميركية، فأصبحت ولاية الرئيس فترتين فقط «8 سنوات»، وفي الأندية الرياضية السعودية لا وجود لنص دستوري مماثل، بل لا وجود لدستور رئاسي مطلقا، ومع ذلك فإن نادي الهلال أقرب في التطبيق إلى الدستور الأميركي.
تاريخ رؤساء الهلال ثريّ جدا بالبطولات، ولكنه ثري أيضا بنكران الذات، تاريخٌ يجعلك -ومهما كانت مشاعرك ومواقفك ضد النادي- تحترم هؤلاء الرجال الذين خدموا الكيان بالوقت والجهد والمال، وحققوا له بطولات، ثم بكل هدوء عادوا من حيث أتوا إلى المدرجات دون منة أو نفخة، وكأنما الكيان وجمهوره هم أصحاب الفضل. بندر بن محمد ترأس الهلال 4 مواسم «1996- 2000» حقق الفريق الأول خلالها 9 بطولات، لكنه رفض التمديد، وأصرّ على إتاحة الفرصة لغيره، وكان البديل الشاب سعود بن تركي الذي استقال مرغما قبل أن يكمل فترته، رغم أن 6 بطولات تحققت في موسميه «2000- 2002»، ثم جاء شاب آخر هو محمد بن فيصل فحقق الفريق معه 7 بطولات في 4 سنوات «2004-2008» ومع ذلك رفض التمديد. الرئيس الوحيد الذي رغب في الاستمرار ولم يحقق الشرفيون رغبته، كان عبدالرحمن بن مساعد، رغم تحقيق الفريق في مواسمه الـ7 «2008 - 2015» سبع بطولات، إلا أن مرحلته كانت قريبة من الطبيعة النصراوية، من حيث الانقسام الشرفي والإعلامي والجماهيري، وتقديم الفرد على الكيان. غير أن الراحل عبدالله بن سعد «غير»، لم يكمل فترته الثانية «1983- 1990» رغم أنه من أعاد الهلال إلى البطولات بعد 13 موسما، وحقق معه الفريق 9 بطولات، بل إنه يعدّ مؤسس الهلال الحديث. هذه هي رئاسة الهلال، لا ثمن لها سوى تجديد الفكر وتصعيد الطموح وليس البطولات، بينما أصبحت رئاسة غيره فلاشات وتفخيم ذات، قياسا بقلة البطولات.
أظن -وبعض الظن إثم- أنه لو حقق رئيس نصراوي ما حققه رئيس هلالي، لذهب إلى المحمكة طالبا صك ملكية!.