صدرت عن دار التنوير في بيروت ثلاثة كتب جديدة للشاعر والكاتب الإماراتي عبدالعزيز جاسم، هي: الأعمال الشعرية (الجزء الأول)، «جحيم نيوتن»، و«أثر التنادي والكلمات».
حكايا متوازية ومُتقاطعة شعرا وخيالا وتجارب، يرويها جاسم كلحظةٍ شخصية مُتدفقة، وذاكرة لا ينفصل فيها الشاعر عن الكاتب أو العاشق، عن الرجل الذي أراد أن يخوض في التجريب وعبثه بين مدنٍ وصداقات ومغامرات، وكأنه أراد أن لا يترك شيئا وراءه، أو أن يبوحبما هو كامن قبل أن تتداعى الذاكرة، وقبل أن تسقط المسافات الطويلة في النسيان.
يخص الشاعر أصدقاءه الموتى بمجموعة قصائد ضمن أعماله «الرجالُ الخمسة كأنهم آثارُ أقدامٍ في علبة كبريت/ وصلوا.. ثم بعد أن ترجلوا/ تمددوا قتلى/ وعَوَت ذئابٌ في الوادي عند أقدامهم».
«جحيم نيوتن» و«أثر الكلمات والتنادي»، كتابان يتحول فيهما الشاعر إلى قارئ للحياة، فيهما تأملات ثقافية في تحولات العالم. كشريط من التصوير الوثائقي يسردُ مرويات من تراكم ذاكرة فردية وجماعية، من أناس استغرقوا في موتهم، يلتقط بتأن نبض عوالمه الداخلية، الظلال والهواء العابر،سيرةُ الحاضر والماضي، العوالم المتناحرة، الإقصاء العنف، التقليد والحداثة، العلم والدين والخير والشر.
يستهل الكاتب «أثر الكلمات والتنادي» بنص تأسيسي لمفهوم الكتابة التي يصفها بالمرأة والمصير والخلاص، امرأة تحفظنا من الاندثار والنسيان. «عندما أتينا، ككُراتٍ ضوئية من بطن أمهاتنا، كنا في الحقيقة، قد ولدنا في فمنا أغنية صاعقة، أثيرية، غامضة، متوترة».