أرسلت لي صديقة سناب طبيب تجميل سعودي، قررت بعده متابعة عدد منهم، ليس من باب الفضول، ولكن للتأكد أن ما فعله هذا الطبيب رائج، وأنه تحول إلى ظاهرة بينهم، ولا أعني تقبيح وجوه النساء بالنفخ، فهذا على كل حال يظل قرارا شخصيا، أما القرار غير الشخصي هو أن تظهر الفتيات في سنابات الأطباء السعوديين على طاولة الجراحة مكشوفات العورة، ولا تقول وزارة الصحة شيئا، ولا حتى تنبه الطبيب بأنه يُجري جراحته في الرياض وليس في ميامي.
القصة تبدأ هكذا، تحضر الفتاة إلى الطبيب، يعرض عليها تجميل بطنها أو جسدها من الخلف، تقبل، يخبرها بالسعر، تتفاجأ، ثم يعرض عليها التخفيض شرط تصوير الجراحة، وبالطبع تقبل، فلن يظهر وجهها، ولن يتعرف أحد على الفتاة المخدرة على سرير الجراحة، وسيلومها على كشف عورتها أمام الناس جميعا.
ثم يخبر الطبيب المتابعين أنهم لديهم حالة اليوم، وبيده فنجان القهوة، ويطرح بعض النكات والوعود برؤية إعجاز طبي في معركة الطبيب العظيمة في سبيل القضاء على القباحة، ثم يكشف عن بطن المريضة المخدرة، فيظهر جزء من صدرها ولا يبالي الطبيب، ثم يشرح ماذا سيفعل، ثم يظهر بعد فترة نتيجة ما فعل، ثم يقلبها ويرينا ماذا سيفعل بالجزء الخلفي، وهو يضع يده على أجزاء لا تصدق أنها تعرض لمجتمع مسلم من الرياض أو جدة.
إن أطباء التجميل في ميامي مثلا لا يفعلون شيئا يخالف قوانين المعالجة والتطبيب في بلادهم، والتي لا تصدم المتلقي، لأنه أمر مقبول، بيد أنه من غير المقبول حدوث ذلك في السعودية، ونحن نعرف أن الطبيب يعرف أنه لا يمكن أن تقبل وزارة الصحة بهذا العرض لعورات الفتيات من السعودية.
أعتقد بإمكان وزارة الصحة التأكد من ذلك عبر متابعة الأطباء، ومراجعة قنواتهم على «يوتيوب»، والتي تحوي هذه المقاطع غالبا بعد نقلها من السناب، والتي يتضح منها عدم وجود جهاز رقابي يتطور مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
السؤال الأخير: هل الوزارة تحمي أخلاقيات المجتمع المتفق عليها؟، إن كانت تفعل فلتتابع سنابات هؤلاء الأطباء.