أكدت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن حملة الانتخابات الرئاسية في إيران، فتحت فرصة نادرة لتوجيه انتقادات واسعة إلى سياسة البلد التي تعتمد على التدخلات الخارجية.
وذكرت المجلة أنه في تجمع مؤيد لإعادة انتخاب الرئيس الحالي حسن روحاني في 29 أبريل الماضي، انتقد عمدة طهران السابق ورئيس حزب منفذي البناء، غلام حسين کرباسجي، سياسة بلاده في استخدام القوة في سورية، وقال إن أسلوب تقديم مساعدات ضخمة وميليشيات شيعية لتعزيز قوة النظام السوري ليس حكيماً، مضيفا أن الدور الإيراني في سورية ولبنان واليمن لايجب أن يقوم على إرسال الأموال وقتل الناس، وإنما لا بد للحكومة الإيرانية أن تستخدم قوتها الدبلوماسية لحل القضايا الإقليمية.
إضعاف موقف روحاني
حسب المجلة فإن انتقادات كرباسجي كانت مخاطرة على الصعيدين الشخصي والسياسي، حيث شهد يوم 2 مايو الجاري، اتهامه بإهانة ما يطلق عليهم «الشهداء والمدافعون عن المزار»، في إشارة إلى أحد المزارات في دمشق، لافتة إلى أن القضاء لم يقم باستدعاء كرباسجي حتى الآن.
ولفتت المجلة إلى أن الإعلام المحافظ هاجم عمدة طهران السابق بقوة، مما يشير إلى أن القيادة العليا في إيران، المتمثلة في المرشد خامنئي وقادة الحرس الثوري، مستعدة لدفع أي ثمن لإنقاذ نظام الأسد في دمشق، مبينة أن خصوم روحاني يهدفون من خلال مهاجمتهم كرباسجي إلى إضعاف موقف الرئيس روحاني نفسه. لذلك سارع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية باهرام قاسمي إلى نفي علاقة الحكومة الإيرانية مع انتقادات كرباسجي.
تحدي الطلاب
قالت «نيوزويك» إن الانتقاد العلني لسياسة إيران في سورية، لم يقتصر على النخبة السياسية في موسم الانتخابات الجاري، وإنما هناك واقعة أخرى حدثت مؤخراً، حيث تحدى أحد طلاب جامعة تبريز أحد قادة الحرس الثوري، حسن عباسي، والمعروف بدفاعه القوي عن التدخل الإيراني في سورية، خلال إلقاء كلمة في الجامعة، مشيرة إلى أن الطالب اتهم عباسي باستغلال المشاعر الوطنية والدينية للشعب لاستمرار التدخل العسكري في سورية.
ورغم استبعاد المجلة تمكن الرئيس روحاني، في حال فوزه في الانتخابات، من إجراء تغيير في توجهات السياسة الإيرانية الخارجية للتدخل في سورية ومناطق أخرى في المستقبل المنظور، إلا أنها أكدت أن الحملة الانتخابية قدمت دليلاً نادراً على وجود جدل داخلي حقيقي حول هذه السياسة الإيرانية.