«تعرف رجولة الرجل من عباءة أهله»، هذه العبارة المسيئة علقتها إحدى متوسطات البنات، وبعد انتشار الصورة أعلنت المدرسة اعتذارها عن تلك العبارة. المضحك في الأمر أن حساب المدرسة في تويتر حذف الاعتذار بعد فترة قليلة من نشره.
لو لاحظنا في كل من تجربة ماليزيا وهونج كونج وسنغافورة وغيرها من الدول التي واكبت التقدم، كان الاهتمام بالتعليم هو سر النجاح، وسر التطور والرقي. بينما الوضع عندنا مختلف تماما، فنحن ما زلنا في نقاش عقيم حول مناهجنا، وهل هي سبب للإرهاب أم لا؟ نحن نناقش فكرة هل نحن سيئين أم أننا أفضل من السوء بقليل!
بدون تعليم جيد لا يمكن لأي أمة أن تنهض، وبما أننا لازلنا نتطلع للنهوض فهذا يثبت أن تعليمنا فيه نظر. نملك كل الإمكانيات القادرة على انتشال تعليمنا من هذا المستنقع، ولكننا فشلنا. تناوب على هذه الوزارة الكثير من الأسماء، فهل نحن أمام حصن كبير لا يمكن اختراقه؟ لا أعلم، كما أن هناك سر أجهله ويجهله كثير مثلي. بدون تعليم جيد لن نستطيع أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام، مهما تعاقبت الطفرات الاقتصادية، ومهما أنفقنا من الثروات على الحجارة والمباني، ومهما ادعينا التغيير، فلن ننجح.
تلقين، تحفيظ، زخم ! الطالب لا يتعلم كيف يكون مبدعا بقدر ما يتعلم كيف يكون متجرئا على الفتوى، ويطلق الأحكام هذا حلال وهذا حرام! ورغم كل ذلك نجد من يتهم هذه الأجيال بالفساد والانحلال! عفواً أليست هذه تربيتكم؟ أليست هذه مناهجكم؟
لن يبني لنا الملقنون حضارة، ولن يصنعوا مستقبلنا! وسيبقى تعليمنا سيئا طالما سيطر هذا الفكر عليه، وطالما بقيت هذه العبارات تعلق على جدران مدارسنا.