هل تذكرون المحامي المصري الذي قبض عليه أمن مطار جدة وهو يهرب حبوبا مخدرة، وقامت مظاهرات في مصر تدافع عنه، وتدين إلقاء القبض عليه؟ هل تذكرون ردة فعلنا، وكيف وقفنا مساندين ومدافعين عن نزاهة شرطتنا وقضائنا؟

أرجو أن يبقى ما سبق حاضرا وأنا أناقش معكم ما تفعله هاشتاقات نقوم بفتحها ورفعها ترند كل ما جد جديد في قضايا سجنائنا في الخارج.

ربما أشهر من نرفع باسمه الهاشتاقات هو حميدان التركي الذي رفض طلب الإفراج المشروط عنه قبل أيام على أن يعاد تقديم الطلب بعد سنة.

قبل جلسة مناقشة الإفراج عنه طلبت أسرته من السعوديين المشاركة في هاشتاق، وبررت ذلك بأن المحامي أشار لهم بجدوى ذلك لا أعرف هل يعتقد المحامي أن الإعلام الأميركي سيهتم بإبراز اهتمامنا كسعوديين بقضية حميدان؟ هل يعتقد المحامي أن السعوديين سيقولون كلاما لطيفا وسيكون الإعلام الأميركي نزيهاً وينقله حتى يصل إلى اللجنة؟

يبدو أن هذا المحامي طيب القلب، ويغيب عنه الكثير من الحقائق لا يمكن أن ينقل الإعلام الأميركي الصورة الحقيقية للمجتمع الغربي عن المسلمين، فما بالك إذا كانت السعودية وقضية مثل قضية حميدان تتعلق بحقوق الإنسان ومبادئ العدالة الأميركية، أو قضية كقضية خالد الدوسري لها علاقة بالإرهاب.

كما أنك تتمنى أيضاً ألا يصدق، فما يوجد في الهاشتاق يشيب له الرأس، دعوات على النظام الأميركي واتهام بحياكة المؤامرات وطعن في نزاهة القضاء الأميركي، مما يطرح سؤالا: هل سيرحب الإعلام الأميركي بذلك أم سيشير إلى الروح المليئة بالكراهية ضدهم، والاتهامات السيئة الموجودة في الهاشتاق، مما قد يضعف موقف كلا السجينين.

لقد أدين عدة خليجيين بتهمة تشبه التهم الموجهة لحميدان، وحلت قضاياهم أو سجنوا لسنوات قليلة، فلماذا تتعقد الأمور في قضية حميدان هل هو هذا التكتل، وهذا الكلام الكثير حولها الذي جعل جميع من في القضية يبحث عما يقوي موقفه ويثبت تهمه، فكبر الملف أكثر وأكثر؟

إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمرنا بقضاء حوائجنا بالكتمان، وأستطيع تفهم نشر القضايا وطلب المساندة إذا لم تقم السفارات بواجبها، لكن إذا سفارتك تقف معك ومحاميها معك بل كل من فيها يقف ويساندك فماذا تريد من إثارة الهاشتاقات التي يدلي بها من يفهم ومن لا يفهم ردة فعل الأميركيين أو إعلامهم؟

إن كثيرين استفادوا من إثارة قضية حميدان وخالد الدوسري إعلامياً، لكن هذين الاثنين لم يستفيدا، ورأينا مدانين في جوانتانامو يعودون ولم نر لا حميدان ولا خالد ، رغم أن مساجين جوانتانامو لم يعلم بهم أحد، ولا بقضاياهم سوى حكومة بلادهم، فهل نتعلم الدرس ونتوقف ونترك الأمور تحل عبر السفارة والمحامين.