كثيرا ما قالوا في السياسة إن فلاناً زلت قدمه وتورط.. ولو كان ذلك السياسي يتقن فن الرقص لما زلت قدمه ووقع في مأزق.. ولأن مجلس الشعب المصري على ما يبدو ليس فيه من يجيد الرقص على حبال السياسة، فربما يأتي عزم الراقصة دينا أن تخوض الانتخابات النيابية المصرية الأخيرة لسد تلك الثغرة من جهة، وتقديم تجربة برلمانية يستفيد منها الآخرون ويأخذون الدروس وجهاً لوجه من جهة أخرى. غير أن المجلس فُجع بخبر تراجع الراقصة عن قرارها وتأجيل المشروع إلى الانتخابات المقبلة كما ذكرت عشرات المواقع العربية، فكل حركات "دينا" وسكناتها - إن كان لها سكنات – لها شعبية طاغية قد تكون سببا لفكرة ترشحها لتكون ممثلة للشعب في مجلسه.. وتحدثت قلة من المواقع عن نفيها لفكرة الترشح، لكن النفي جاء بصيغة تشبه التراجع.

والتراجع له أسباب معلنة وأخرى غير معلنة. ومن الأسباب المعلنة أن الراقصة أخذت بنصائح الأصدقاء لأن العمل السياسي يحتاج للتفرغ الكامل مما يؤثر على نشاطها الفني المزدحم بالرقص والتمثيل هذه الأيام، فكان أن فضلت التفرغ لتصوير دورها في فيلم "دقي يا مزيكا"، وهو ما جاء في نفيها أيضا، ما يعني أن الفكرة قابلة للتطبيق لاحقا.

وأما الأسباب غير المعلنة فتخضع لنظرية الاحتمالات التي منها أن الراقصة قد تريد أن ترد الصاع صاعين لخصومها.. فتجلس إلى جوار البرلمانيين المصريين الذين رفعوا عام 2006 مذكرة احتجاج لوزير الإعلام بعد ظهورها بملابس اعتبروها "مثيرة" في القناة المصرية الثانية! وطالبوا بأن يكون التلفزيون مثلا يحتذى به وينأى عن الانغماس في مسار قنوات الإثارة والغرائز الجنسية.

وربما من الأسباب الأخرى غير المعلنة أن "دينا" تفكر بوضع برنامج انتخابي يهز الوسط السياسي، فهذا الوسط ساكن لم يجد من يهزه منذ زمن, وإن اهتز اليوم فسوف تشخص الأبصار إليه نتيجة "الحراك" الكبير الذي سيحدثه صدور البرنامج. وربما تفكر الراقصة في صور جديدة لنشرها مع برنامجها، لأن الصور بـ"هدوم الشغل" غير مناسبة للدعاية الانتخابية.