كشف وكيل وزارة الزارعة والري اليمنية، المهندس أحمد محمد ناصر، عن تدمير كبير لحق بالقطاع الزراعي، نتيجة الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على البلاد منذ عامين، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة اليمنيين الذين يعتمدون في معيشتهم بدرجة كبيرة على الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وفاقم من معاناتهم في شتى مجالات الحياة. وقال ناصر في تصريح إلى «الوطن» إن الميليشيات دمرت مزارع المواطنين، وأتلفت المحاصيل الخاصة بهم بطرق مختلفة، مشيرا إلى أن خسائر الوزارة بلغت خلال العامين الماضيين 2,7 مليار دولار، مبينا أن حوالي 70% من اليمنيين يسكنون الأرياف، ويعتمدون في معيشتهم على الزراعة والثروة الحيوانية، الأمر الذي فاقم من معاناتهم، وأضاف أن الميليشيات منعت صيانة معظم المشاريع الزراعية، مما أدى إلى انهيار الكثير منها، كما أجبرت المزراعين على استخدام مبيدات ذات مفعول أقل، لتقليل الإنتاج ورداءة جودته، فضلا عن تدمير مباشر للمزارع من خلال القصف، ومنع وصول المياه إليها.
تدمير البنية التحتية
دعا ناصر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى وقف انتهاكات الميليشيات الانقلابية بحق القطاع الزراعي في البلاد، مطالبا في ذات السياق، منظمات المجتمع الدولي بزيادة تقديم الدعم والمساندة لإعادة إنعاش القطاع الزراعي المتدهور في البلاد، وإنقاذ آلاف الحواجز والخزانات المائية والسدود، من خلال صيانتها والإسهام في استكمال المشاريع قيد التنفيذ. وأضاف أن البنية التحتية للزراعة مهددة بالانهيار التام، بسبب الإهمال الذي تجده، وتعمد الانقلابيين عرقلة عمليات الصيانة للمشاريع الزراعية.
تدهور الأمن الغذائي
كشف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمنظّمة، عن تقلّص الإنتاج الزراعي والمساحات المزروعة في اليمن، خلال العام الماضي إلى 38%، بسبب نقص المدخلات والاستثمارات، وانخفاض إنتاج الثروة الحيوانية بنسبة 35%. وأكد أن تقديم مزيج من المساعدات الغذائية ومساعدات إنتاج الغذاء هو السبيل الوحيد لتجنّب المجاعة في اليمن، إذ يعاني ثلثا السكان من انعدام الأغذية بشكل حاد، محذرا من استمرار تدهور الأمن الغذائي في اليمن. وقال إن 17 مليون شخص في اليمن، غير قادرين على تلبية حاجاتهم الغذائية الأساسية، مشدّداً على أهمية أن يكون دعم السكان العاملين في قطاعي الزراعة وصيد الأسماك جزءاً لا يتجزّأ من استجابة المجتمع الدولي للأزمة في اليمن.