نشرت صحيفة جارديان البريطانية تقريرا عن تركيز الجماعات المتطرفة في أفغانستان على استقطاب طلاب المدارس، مشيرة إلى أن أولى الخطوات لتنفيذ هذا الهدف هي استقطاب المعلمين لتلقين أفكارها للطلبة، وتمرير الأفكار المتشددة. إضافة إلى أن عناصر طالبان يرهبون المعلمين ويرغمونهم على منح درجات عالية للمقاتلين الذين ما زالوا في مقاعد الدراسة. وقالت الصحيفة في التقرير الذي كتبه مراسلها، سول أنجيل راسموسن، «في مناطق شرقي أفغانستان، يقوم المسلحون بتهديد المعلمين لإعطاء الطلاب الأكبر سنا، الذين يحاربون معهم، درجات عالية، ويتخطون الاختبارات، رغم أدائهم السيئ، وفقا لما ذكره خبراء التعليم العاملين في المنطقة».



تلقين التطرف

تضيف الصحيفة «كذلك يضغط المتمردون أيضا على المعلمين لعدم تسجيل غياب الطلاب الذين يقضون الكثير من وقتهم على خط المواجهة. ولا يحتاج جميع المعلمين إلى الإكراه، حيث إن كثيرا منهم أعضاء في الحركة، حيث يستبدلون الطباشير بكلاشينكوف بعد الانتهاء من الدروس، ويأخذون رواتبهم من الحكومة الأفغانية التي تقاتل قواتها المسلحة بعد ذلك في ساحة المعركة». وتنقل عن أحد المعلمين في مقاطعة كونار قوله «عناصر طالبان يتدخلون في نظام التعليم، وفي المناطق الخاضعة لهم يدخل المتمردون أعضاءهم كمعلمين، ويهددون بإغلاق المدارس الحكومية في حال رفضهم. ولا يبدو أن طالبان تصدر مناهجها الدراسية، ولكنها تفحص المواد الدراسية، كما يضيفون أحيانا دورات دراسية خاصة في ما يتعلق بـ الحرب المقدسة».



إرهاب المواطنين

يمضي التقرير قائلا «وجود عناصر طالبان في المدارس له عواقب سياسية، وسبق لها أن قامت بتعيين وزراء ظل، بما في ذلك التعليم والصحة». وتورد الجارديان عن المحلل المقيم في كابول لمجموعة الأزمات الدولية، تيمور شاران، قوله «بعد أن أعادت هيكلة نفسها كدولة، تحتاج طالبان إلى تقديم مستوى معين من الخدمات في المناطق التي تسيطر عليها، ووصولها إلى شؤون الحياة اليومية زاد بشكل كبير، مقارنة بالسنوات السابقة، وهذا لا يعني أن لديها السيطرة، ولكن الناس يخافون. فهم لا يجرؤون على الوقوف في وجهها.