المشهد كان يجب أن يتوقف عنده المسؤول قبل الإعلامي. للمرة الأولى يلعب النصر بلا جمهور. مباراة للمرة الأولى بين الهلال والنصر بمدرجات زرقاء.

أين ذهب النصراويون ومن الذي غيّبهم؟، القضية من وجهة نظري خطيرة، فذلك الحضورالأصفر الذي كان حديث الناس عام 2014 ذهب مع الريح، مدرجاتٌ لا تجد مكانا فيها، أصبحتَ تعد جالسيها كما عدّ مسؤول نصراوي مشجعي فريق الشباب ذات مساء ساخر!.

ليست النتائج فقط هي السبب، فالمشجع يغيب ويحضر وفقا لها، ولكن ما نحن بصدده مقاطعة واضحة، القضية نصراوية، ولكنها قد تحدث لنادٍ آخر.

أسوأ ما يمكن أن يحدث لكرة القدم السعودية، أن تتحول مدرجاتها إلى أعجاز نخل خاوية، إذ إن هذا الجلد المنفوخ معشوق السعوديين على اختلاف مشاربهم، إلا من عافاه الله من فتنته، وهم قلة.

حين تتحول مدرجات نادٍ جماهيري بين عشية وضحاها إلى ذكريات فإنه يجب ألا نمزح، من يمزح هنا فهو لا يعي ما يفعل، لهذا لن أخاطب هنا المسؤول الرياضي ولا المسؤول النصراوي وحسب، وإنما المسؤول الاجتماعي، بل المسؤول العام، ولا أظنني أبالغ، فمن يعمل بقصد أو دون قصد على تصفير المدرجات الكروية السعودية فهو يمارس سلوكا اجتماعيا خطيرا، يجب أن يُمنع منه، إما بإبعاده عن النشاط، أو بإجباره على تغيير سلوكه.  لا يجوز أبدا التفرج عليه، سواء كان مسؤولا أم إعلاميا، هذه مسؤولية الهيئة العامة للرياضة، فإن لم تقم بها فإن جهات أخرى يجب أن تتصدى لها، وهذا يشمل التوقف عند ما حدث لبعض الجماهير النصراوية ممن حضرت مباراة النصر والهلال الأخيرة، والذي نتج عن فوضى وسوء تنظيم من إدارة الملعب.

المدرجات الكروية الخاوية تعني أن هناك من سيذهب إلى مدرجات أخرى غير كروية، لقد بلغ الوضع غايته، فالمسؤولون في النصر بدلا من أن يُصفّروا ديونهم كما وعدوا صفّروا مدرجاتهم!.