خلصت دراسة إحصائية إلى أن 83,87% «من الأسر السعودية تستخدم الإنترنت، وهو ما يفوق استخدام الأسر في 10 دول عالمية هي: البرازيل، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وسويسرا، وأميركا، واليابان، وألمانيا، وأستراليا، وبريطانيا التي تعد الأعلى في هذا الدول من حيث الأسر المستخدمة للإنترنت، بـ?82,5».


المملكة الأولى في التواصل

أجرت الدراسة وهي بعنوان «نتائج تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة السعودية» جمعية مودة للتنمية الأسرية، على 316 من المستفيدين بها في الفترة من 25/ 12/ 2016 وحتى 15/ 1/ 2017، وخلصت إلى أن «59% من المشاركين قالوا إن لوسائل التواصل تأثيرا إيجابيا على المجتمع، إلا أن الدراسة خلصت إلى أن وسائل الاتصال الحديثة عملت بشكل كبير على تدمير الحياة الاجتماعية للأسر، حينما انشغل أفرادها بمتابعة ما يعرض فيها من برامج وتطبيقات كثيرة، تشغل النفس وتلهيها عن القيام بواجباتها الاجتماعية، كما شجعت كثيرا من الشباب على التواصل مع غرباء قد يحملون فكرا هداما ومتطرفا، وأن التواصل مع أشخاص يحملون فكرا إباحيا قد يشجع على الفاحشة والرذيلة، وفي كلتا الحالتين قد ينتهي الأمر بتدمير الأسرة».

وأضافت، أن «استخدام الأسر السعودية لوسائل التواصل يزيد سنويا بـ1.89%، وهي بذلك في المركز الثاني بالنسبة للدول العربية، بينما تحل في المركز الأول بدول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لعدد المستخدمين».


الإسراف في الاستخدام

أضافت الدراسة أن «نسبة عالية تشير إلى اتفاق الأفراد على أن شريك الحياة أو بعض أفراد الأسرة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان هذا الفرد ابنا أو ابنة أو أخا أو أختا، ما لم يكن زوجا أو زوجة وغيرهم من الأشخاص المكونين للأسرة»، مشيرة إلى أن معظم المشكلات الأسرية الناتجة عن استخدام وسائل التواصل تكون بسبب إسراف أحد أو بعض أفراد الأسرة في الاستخدام.





توجيهات محددة

أوضحت الدراسة أن «الإحصاءات العالمية تشير إلى أن معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، وهذه الفترة العمرية تمثل المقبلين والمقبلات على الزواج والأسر الناشئة، وعليه فإنها مرحلة تحتاج إلى توجيهات محددة حول الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي».


رقابة متوسطة

بينت الدراسة أن «نصف المبحوثين تقريبا ينظمون استخدامهم الإنترنت بمستوى متوسط، كما أنهم يخضعون لرقابة متوسطة، وتوجد فروق ذات دلالة معنوية بين جنس الزوجين وبين تأثير استخدام الإنترنت على العلاقة بينهما، كما توجد فروق ذات دلالة معنوية بين مدة استخدام الزوج للإنترنت، تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة فيما بينه وبين زوجته»، مشيرة إلى أن وسائل الاتصال الحديثة أتاحت للوالدين إمكانية التواصل المباشر مع أبنائهم مهما بعدت المسافات، وأتاحت لهم إمكانية رؤيتهم بشكل صورة، أو تسجيل مرئي.



أهم التوصيات

أوصت الدراسة بتكثيف الدراسات النظرية والعملية والميدانية لرصد ظاهرة إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة مدى انتشارها في المجتمع، وآثارها على الأسرة، ودعم التوعية الأسرية والإعلامية بالمخاطر الاجتماعية والأخلاقية الناجمة عن استخدام هذه الوسائل، ومشاركة الأسرة للأبناء في بيان أهمية استخدام الإنترنت وتحديد إيجابياته وسلبياته، ووضع برامج إعلامية توعية للأسرة، خاصة الشباب، لترشيد استخدام تلك الشبكات، وإصدار نشرة إعلامية إرشادية في ذلك، إضافة إلى عقد دورات تدريبية للأسر حول الطرق المثلى في استخدام وسائل التواصل، ومحاضرات للأسر في مراكز الأحياء للتوعية بإيجابيات وسلبيات استخدام هذه الوسائل، وأوصت الدراسة كذلك بتنظيم وتحديد وقت معين لاستخدام مواقع التواصل في غير الوقت المخصص للأسرة.