يعلمنا الدرس المونديالي، وبكل الوضوح والمكاشفة، أننا ضحايا مخطط لتعميق دائرة الجهل والتخلف. نحن الطائرة العملاقة التي تكتنز كل الإمكانات الهائلة ولكن هناك من – يشقلب – وضع المحركات النفاثة وآن لنا أن نخجل من أنفسنا ونحن نرى محركات – الهيلوكوبتر – تحلق بعيدا فوق العملاق الضخم، وهو يجبر على أن يربض على المدرج. نحن الاسم الضخم والاقتصاد الأضخم ومع هذا ما زالت أساور العقل تعيدنا إلى مربع – البدونة – ومهايط القبائل في سعيها الحثيث نحو القنوات الشعبية وأوصاف المجاهيم وفصل الصُّفر عن الوضح والمغاتير. حين تبني الشقيقة قطر عشرة ملاعب في خمسة أعوام بأربعة مليارات دولار. تقول الأخبار إننا أوقفنا بناء ملعب في مرحلة الورق منذ أعوام عشرة لأننا اكتشفنا أن بناء الملعب المزعوم يكلف مليارات عشرة. كفى. كفى. كفى ولنخجل من أنفسنا على هذه المقارنة المخجلة. وحين يقترع الكون من أجل استضافة ذات الكون فما زلنا في مربع الجهل، وتزلزل أقدامنا حناجر التهويل ضد استضافة مجرد منتدى اقتصادي، وحين تتنافس الشعوب على تقديم خمسين مدينة لمجموعات المونديال، ما زالت القبائل تتطاحن أيها الأجمل في استعراض المزايين وفي أي القفار سيكون مونديال الإبل القادم. ما زلنا نلوك أسئلة الشبهات في كل شيء ومن كل شيء ومن يقرأ أسئلتنا يظن أننا غابة وحوش مفترسة: هل يصح أن تعمل المرأة طبيبة؟ هل يجوز أن تقرأ علينا الشاعرة قصيدة؟ هل هو حلال أم حرام أن تشارك حاملة الدكتوراه في حوار وطني؟ هل يجوز لها أن تسكن في فندق أو تركب طائرة؟ ما هو حكم طابور الصباح للفتاة، وهل يجوز لها أن تمارس التمارين السويدية؟ وهل يصح لها أن تسير مع طفلها الصغير على رصيف الحوامل بجوار الحديقة؟ هل ندرسه لغة ثانية في الرابع الابتدائي وما حكم تغيير سطر من ورقة في المنهج الدراسي؟ كفى، كفى، كفى فالعالم بأسره مسلما وكافراً بات يحلق تحت النجوم ومازلنا رابضين على الأرض في أروع طائرة عملاقة ولكن معطلة. سأقول لكم، حزناً على واقعكم ما لم يقله أحد من قبل على الورق: فينا فئة هم طالبان المعلنة حين هربت طالبان السرية إلى الكهوف ونحن العشائر القروسطية التي ما زالت تحارب حداثة القرن الحادي والعشرين. لا تغضبكم صراحتي نحن في حاجة إلى ثورة تعليم.