كشفت مصادر محلية بمحافظة صعدة شمال اليمن، معقل الميليشيات الانقلابية الحوثية، عن انتهاكات واسعة تستهدف التربويين المعارضين لأفكار الميليشيات ومحاولات فرض مناهج تعليمية دخيلة على المجتمع المدني، مؤكدة أن معلمين وقيادات تربوية من أبناء المحافظة قضوا تحت قسوة التعذيب اليومي في المعتقلات السرية بصعدة والسجون الخاصة بها في العاصمة صنعاء، لكن الميليشيات تخفي تلك الجرائم. وأكدت في تصريح إلى «الوطن»، أن عددا من العاملين في الحقل التربوي لا زالوا مخفيين في سجون الانقلابيين منذ عدة أشهر، وأن مدير إدارة التعليم، بمكتب التربية والتعليم بمحافظة صعدة، مجلي عبدالله فرحان، قتل بعد عامين من اختطافه وإخفائه قسريا من قبل الميليشيات، مشيرة إلى أن الفقيد توفي نتيجة لعمليات تعذيب قاسية تعرض لها منذ بداية اعتقاله، متوقعة أن ترتفع حالات وفاة التربويين والمعلمين المعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية، نتيجة تصاعد حدة الانتهاكات بحقهم، خصوصا أن ميليشيات الحوثي تمارس عملية تكتيم شديدة على معلومات تخص المختطفين لديها، ولا تسمح لعائلاتهم بمقابلتهم أو التواصل معهم.


إخفاء الجريمة

أضافت المصادر أن عائلة مجلي، الذي كان ينشط ضد محاولات فرض المنهج التعليمي الجديد للميليشيات على المدارس، لم تكن تعلم بمكان اعتقال ابنها، إلا قبل فترة قصيرة من وفاته، لكنها علمت من منظمات حقوقية أنه كان يتعرض يوميا لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، مؤكدة أن قياديا حوثيا اتصل بالعائلة وأخبرهم بوفاة ابنهم، وأنه تم الاحتفاظ بجثته في مستشفى الشرطة بصنعاء، لكن إدارة المستشفى رفضت تسليم الجثة إلا بإذن من النيابة، في محاولة لإجبارهم على كتابة تنازل بعدم فتح تحقيق في الجريمة، خصوصا أن النيابة العامة بصنعاء معروفة بانتمائها للميليشيات الانقلابية. ووسعت الميليشيات الانقلابية من دائرة انتهاكاتها بحق المنتمين للسلك التعليمي والتربوي في البلاد، خصوصا في صنعاء، إذ كشف المركز الإعلامي للمقاومة أن ميليشيات الحوثيين ارتكبت 279 انتهاكا ضد العملية التعليمية في صنعاء خلال العام 2016، شملت الطلاب، والمعلمين، والمدارس، والمؤسسات التعليمية، والمناهج الدراسية.


تزايد الانتهاكات

قال المركز في تقريره «وتيرة الانتهاكات ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، تزامنا مع احتجاجات موظفي المؤسسات التعليمية على تأخير رواتبهم، ورفضهم القاطع فرض المنهج المعد في إيران على المدارس»، مشيرا إلى أن الميليشيات تجبر الطلاب والمعلمين على دفع مبالغ مالية، تحت مسمى دعم المجهود الحربي، ودعم الموازنة التشغيلية العامة، بعد نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، بقرار جمهوري منتصف سبتمبر من العام الماضي، مؤكدا أن القائمين على إعداد التقرير رصدوا زيارات مكثفة للحوثيين لمدارس العاصمة لجمع الأموال، وحصولهم على وثائق رسمية تفيد إلزام إدارة التربية والتعليم للمدارس بجمع التبرعات لصالحها، لاسيما في صنعاء.