مع اقتراب ساعة الصفر لمعركة تحرير مدينة الحديدة المرتقبة، والتي تنوي قوات الشرعية والتحالف العربي شنّها، قالت تقارير إن أعوان المخلوع، علي عبدالله صالح، وقادة حزب المؤتمر الشعبي العام، بدؤوا في الانشقاق، بعدما شعروا بحتمية انتصار قوات الشرعية في المعركة.  وكان 20 قياديا بارزا في الحزب بمحافظة الحديدة، أعلنوا انشقاقهم عن صالح وانضمامهم إلى الشرعية، وتأييدهم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وقال القيادي في الحزب، عصام هبة الله شريم، في تصريحات صحفية، إنهم نجحوا في الخروج من اليمن، ووصلوا إلى دول عربية، بعد أن تلقوا تهديدات من الحوثيين الذين نهبوا منازلهم وممتلكاتهم.

أجندة شخصية

فيما وصف ناشطون عملية الانشقاق بأن «أعوان صالح بدؤوا يقفزون من سفينة الانقلاب التي توشك على الغرق»، أشار القيادي السابق في الحزب، رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، إلى أن مؤيدي الانقلاب من عناصر المؤتمر لا يعكسون مبادئ وقيم وأهداف الحزب، إنما اضطروا للخضوع لأوامر المخلوع، الذي اعتمد على أجندات خاصة تقوم على الانتقام من خصومه.

وأضاف غلاب، أن «صالح» وظّف حزب المؤتمر الشعبي لخدمة مصالحه الخاصة التي لا تخدم اليمن، وإنما تمكِّن للحوثيين مشروعا يناقض قيم الجمهورية، معتبرا أن أكبر الخاسرين من ذلك هو الحزب نفسه، ولفت غلاب إلى قناعة أبناء الحديدة بأن الوقت حان للدخول في مواجهة مع المتمردين، لحماية بلادهم وأنفسهم، لا سيما بعدما تيقنوا من أن المخططات الانقلابية تريدهم ضحايا لحماية الفساد، والاستيلاء على المال العام.

تزايد التململ

أكد الناشط السياسي عبدالحفيظ الحطامي، أن انشقاق 20 عضوا في حزب المؤتمر سيسهم في تداعي الحزب في الحديدة، ويدفع كثيرين إلى إعلان ولائهم للشرعية، مؤكدا أن هناك تململا لدى كثير من قيادات المؤتمر الشعبي التي ما تزال موالية للمخلوع، داعيا إلى إعادة هيكلة المؤتمر الشعبي، وإعلان ميلاد جديد للحزب، وإعلان البراءة من المخلوع وأتباعه.

وقال إن كثيرا من عناصر حزب المخلوع يخططون للانضمام إلى الحكومة الشرعية، خصوصا مع ظهور جدية قوات الشرعية في استعادة ميناء الحديدة، لحرمان الميليشيات من رافد مالي وعسكري إستراتيجي.