فاز مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، بالانتخابات الفرنسية، بعد أن حصد 66% من أصوات الناخبين، خلال الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية التي جرت أمس. واحتفل أنصاره في محيط متحف اللوفر بباريس. وتوقعت استطلاعات للرأي فوز ماكرون بنسبة تتراوح بين 60% و64%. وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت، قبل ثلاث ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، أن نسبة الإقبال على التصويت سجلت 65.30%. وبذلك يصبح ماكرون «39 عاما» أصغر رئيس في تاريخ فرنسا. وعقب إعلان فوزه، قال ماكرون، في تصريحات صحفية، إن «صفحة جديدة تفتح بالنسبة إلى فرنسا، وأريد أن تكون صفحة الأمل والثقة المستعادين». وأقرت لوبان بالهزيمة، وقالت إن الفرنسيين «اختاروا استمرار السياسات القديمة».


استمرار الأمل

قال الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، فرانسوا هولاند، إن فوز ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية «أظهر رغبة معظم الناخبين في التوحد حول قيم الجمهورية». وأضاف في بيان أنه اتصل بماكرون، الذي كان يشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومته، وهنأه بالفوز. وأضاف «فوزه الكبير يؤكد أن الأغلبية الكبيرة جدا من مواطنينا الفرنسيين أرادوا التوحد حول قيم الجمهورية وإظهار ارتباطهم بالاتحاد الأوروبي».

كما أعلن المسجد الكبير في باريس أن فوز ماكرون على حساب اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وانتخابه رئيسا لفرنسا «علامة على المصالحة بين الأديان في البلاد». وأضاف في بيان «إنها علامة واضحة على الأمل للمسلمين الفرنسيين بأن بوسعهم العيش في وفاق واحترام للقيم الفرنسية».


الانتصار لأوروبا

اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن الفرنسيين اختاروا «مستقبلا أوروبيا»، فيما رحب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بالنتيجة، مؤكدا أنها «تشكل نداء للالتقاء مجددا من أجل أوروبا أقوى وأكثر عدالة». وعبر عن ثقته بأن التعاون مع الرئيس الجديد سيكون مثمرا من أجل الدفع «بأوروبا تحمي وتدافع عن مواطنينا وتمنحهم سبل التحرك». من جانبه، وصف المتحدث باسم المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، نتيجة الانتخابات بأنها «انتصار لأوروبا قوية وموحدة». وكتب شتيفن سايبرت على حسابه على موقع تويتر «تهانينا. إن انتصاركم هو انتصار لوحدة أوروبا والصداقة الفرنسية الألمانية». ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني، سيجمار جابريل أن فوز ماكرون يدل على أن «فرنسا كانت وستبقى في وسط وقلب أوروبا. وانتصاره ينطوي في ذاته على واجب علينا في ألمانيا، وينبغي له أن ينجح. فإذا فشل، فإن لوبان ستكون رئيسة بعد خمسة أعوام وستزول أوروبا».