يعدّ الدكتور جوزيف نيكولوسي وليندا أمزنيكولوسي في كتابهما المفيد جدا، الرجولة إنجاز دليل الآباء حماية أولادهما من الشذوذ، الإعلام والسينما والفنون سببا في انتشار الشذوذ في العالم، وأنهما يقدمانه على أنه أمر طبيعي على الجميع تقبله، وأن ذلك أسهم في سحب الأمم المتحدة اعتباره مرضا، وعُدَّ الجنس الثالث جنسا بشريا له حقوقه مثل المرأة والرجل، بل نحن موعودون بعدة أجناس أخرى قريبا.

في الواقع إن ظهور العلاقات غير السوية في أفلام البالغين أو تقديم أشخاص من هذا النوع في البرامج والإعلام المقدم للبالغين، ربما يكون مقبولا في الغرب، لكن ما زال هناك آلاف الأصوات التي ترفضه وتخشى شيوعه، بل تسلله إلى أفلام الأطفال لتشجيعهم ليكونوا جنسا ثالثا أو رابعا، وهذا ما يهتم هؤلاء الرافضون، شركة ديزني، بتقديمه، بداية من فيلم الملك ليون حتى آخر فيلم الجميلة والوحش عبر جعل أبطال ديزني المحبوبين شاذين أو جنسا ثالثا.

بل هناك تهم أخرى لهذه الشركة العريقة، وهي عرض مشاهد إباحية داخل هذه الأفلام، أو ما يسمونه إرسال رسائل خفية عن الجنس والعلاقات للأطفال، ففي فيلم علاء الدين يصرخ الجني على المراهق، وهو يطلب منه خلع ملابسه، وفي فيلم آخر تظهر إشارة لفعل سيئ من القس، وفي فيلم آخر ترقص بطلات ديزني المحبوبات ما يسمَّى بالديرتي دانس.

الجارديان نشرت تحقيقا يثبت أن ديزني لاند تسهم في نضج الأطفال، لكن الآباء لا يريدون هذا النضج، والذي إما سيقنعه بتغيير جنسه أو يبصر مبكرا أمورا عليه أن ينتظر سنين ليمارسها بالزواج، فيقع ضحية تصرفات وسلوكيات غير سوية لإشباع رغباته.

في الحقيقة إن اليوتيوب نفسه عانى لفترة من صناع أفلام ومقاطع موجهة للأطفال حققت مشاهدات عالية، وتحتوي على مشاهد سيئة، طولب من الأهالي في بريطانيا بغلقها، ليكتشف أن هوية من ينشرها مخفية مع ارتفاع نسب المشاهدة التي تعني ملايين الدولارات، لم يهتم بالمكاسب فلم يضع بياناته، فهل هذا العالم يواجه مؤامرة لتخريب الطفولة؟

على كل حال، سواء كانت مؤامرة أو غيرها، يجب أن نكون مستعدين لحماية أطفالنا مما يعرض، تقول الصديقة العزيزة والأستاذة بجامعة سعود الدكتورة وجدان كتوعية: إن الإنترنت في السعودية ليس آمنا كما نتصور، ففي أثناء محاولتها لتحميل بعض الألعاب لأطفالها اكتشفت أن الصورة الموجودة للعبة تخفي خلفها رسائل جنسية خطيرة، مما جعلها تتساءل هل من يراقب ما يعرض اكتفى بالصورة عند سماحه بتداولها أم هو مهتم بما يوجه للبالغين، بينما الأطفال هم الأهم في حالات كهذه.

أعتقد الطفل في السعودية منسيا بلا مبالغة، ففي غياب الكثير من أماكن اللهو التي يستحقها مثل حدائق الأحياء، ومكتبات الحي التي توجه لأطفال الحي وتقيم بينهم مسابقات، ونادي الحي الذي يتعلم فيه السباحة والتنس، وسينما الأطفال المراقبة، ليس لديه سوى جهاز آيباد يلهو به، والرقابة أيضا ضعيفة عليه، فماذا نتوقع منه عندما يكبر؟