خلال زيارته المرتقبة إلى الأراضي المحتلة، سيلقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطابا هاما في قلعة مسعدة الصحراوية، التي يقول المؤرخون اليهود إنها كانت المكان الذي شهد آخر مواجهة بين اليهود والرومان بعد نهاية حرب 68 - 70 قبل الميلاد بثلاث سنوات. كما سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس. لكن مجلة فورين بوليسي الأميركية تقول إن ترمب قد يجد صعوبة في التوفيق بين معارضته للتطرف ورغبته في التوسط للوصول إلى اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وزيارته إلى مسعدة بشكل خاص.



وقائع تاريخية

تضيف المجلة أن جماعة «سيكاري» اليهودية المتطرفة، استولت على قلعة مسعدة، ووقفت ضد تقدم «فيلق فريتنسيس» الروماني لشهور طويلة، قبل أن يضطر أفرادها إلى الانتحار الجماعي، بدلا من الاستسلام للرومان كما تقول الأسطورة. ويقول المؤرخ اليهودي جوزيفوس إن الجماعة قتلت 700 يهوديا في قرية «عين جدي»، لمنعهم من الاستسلام للرومان. كما قامت بإحراق صوامع الحبوب في مدينة القدس، لإجبار اليهود الذين كانوا يعيشون فيها على قتال الرومان بدلا من التفاوض معهم على حل سلمي.



مساع للسلام

تابعت المجلة أن تاريخ مسعدة لا يقدم نموذجا يمكن اتباعه للتوصل إلى اتفاقية مع الفلسطينيين، أو نموذجا لكافة المعتدلين في المنطقة. وتضيف أن إستراتيجية ترمب تميل للاعتماد على عوامل خارجية للمساعدة في التوصل إلى اتفاقية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنها تركز على مساعدة الدول المعتدلة في المنطقة من أجل تحقيق ذلك. وتنطلق الإستراتيجية من فرضية أن إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة لديها قلق مشترك من إيران والإرهاب، وأنها قد تكون مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، في حال التوصل إلى حل مقبول للقضية الفلسطينية، إلا أن أهم العقبات التي تراها المجلة فهي أن كلا من نتنياهو وعباس يواجهان ضغوطا من المتشددين داخل معسكريهما.

وتختم قائلة «في جميع الأحوال، ليس من الواضح إذا كان ترمب سينجح في مسعاه لتحقيق السلام، الذي قال إنه ليس بالصعوبة التي يعتقدها البعض، أم أنه سيعود خالي الوفاض ويكون مسعاه مشابها لجهود عدة رؤساء من قبله.